نبش المستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، بعضاً من الماضي؛ لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الأفغانية الكبرى إبان حقبة الثمانينيات الميلادية، خلال خطبة ألقاها في مدينة سيدني الأسترالية، في مسجد بالقرب من حي يقطنه أفغانيون يعيشون في أستراليا منذ مئات السنين.
وانبرى الشثري بعد كلمة ألقاها بعد الفراغ من أداء الصلاة، بالنصح الذي أسداه للأفغان المتواجدين؛ ما دفع المصلين لمطالبته بالدعاء بهزيمة "طالبان"، التي تحكم أفغانستان بعد خروج القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية في غرة مايو 2021.
ووجه بعضاً من النصائح للمصلين، وقال "شاهدوا حوائجكم واتركوا حوائج أهل أفغانستان لأفغانستان، وادعوا لهم بالدعاء العام، وليكن من شأننا جميعاً أن نسعى إلى تحقيق مصلحة عامة بين الدول. لا نريد أن نقع في مثل تلك النزاعات التي تكون في مشارق الأرض ومغاربها، ويجب أن لا يكن علينا انعكاسات منها. نحن اليوم نريد أن ننقل هذا الخير الذي نحن فيه إلى العالم أجمع، ابتداءً من الأفكار الموجودة لدينا على جميع المستويات. نريد أن يستفيد الناس من التجربة التي نجحنا فيها؛ لنكن أمةً واحدة متوحدين متآلفين متحابين، ويكون هذا على مستوى العالم".
الشثري أبلغ عن هذه الواقعة خلال استضافته في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ضمن برنامجها الثقافي مساء (أمس الأول الثلاثاء)، والتي تحدث خلالها عن الاعتدال واحترام الحق في الاختلاف، وتطرق للضوابط التي تعزز الاعتدال، وضرورة البعد عن مواطن الخلاف وتقبل الآخر.
وشدد على ضرورة طاعة ولاة الأمر وحفظ مكانتهم وتقدير أصحاب الإنجازات في المجتمع من أجل إعطاء نماذج إيجابية، وطالب بحوار يقوم على حسن التعامل مع المخالف والكلمة الحسنة، والحرص على اتباع الأدلة الشرعية في الكتاب والسنة عند تناول المسائل الخلافية.
وأشار الدكتور الشثري إلى ما يعيشه بعض الشعوب من انقسامات وصراعات بسبب الاختلاف، معتبراً في الوقت ذاته أن ما يميز المملكة، ومن نعم الله سبحانه على هذه البلاد، هو تكاتف شعبها حول ولاة الأمر.
بدوره أكد رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خالد بن عبدالرحمن الفاخرى، أن الالتزام بالوسطية والبعد عن التطرف وتقبل الآخر، كما تتبناه القيادة، سمة من سمات المجتمعات المتآخية والمتجانسة؛ وهو ما قاد إلى أن يتحول مفهوم "الاعتدال" إلى منهجية مركزية في الخطاب السعودي داخلياً وخارجياً، وأن رؤية المملكة 2030 فتحت أبواباً واسعة لثقافة التعايش واحترام الحق في الاختلاف ومد جسور التواصل بين الحضارات والثقافات.