على مر السنين، كانت القهوة ولا تزال رمزا من رموز ثقافة المملكة وموروثا أصيلا لمواطنيها، وعلامة بارزة على الكرم وحسن الضيافة، إذ تعانق رائحتها عبق التاريخ على الدوام، ولذا كان الاهتمام الدائم بزراعة البن وخاصة في منطقة نجران.
وفي هذا الصدد، قال المهندس المهتم بزراعة القهوة يوسف جريب، لـ"أخبار 24" إن تسمية 2022 بـ"عام القهوة السعودية" كان بمثابة إعلان لإعادة شغف مزارعي منطقة نجران بالاهتمام بزراعة أشجار البن المفضلة في المنطقة لوقوعها على امتداد الحزام العالمي للقهوة.
موقع نجران ملائم لزراعة البن
وأوضح أن مناخ منطقة نجران وموقعها الجغرافي وأرضها الخصبة، كلها عناصر جذب تؤهلها بامتياز لتكون من المناطق الرئيسية الداعمة لإنتاج البن، مشيرا إلى أن ضم نجران للمناطق المدعومة من الجهات ذات العلاقة بزراعة البن مثل الباحة وعسير، يعد دافعا على تعظيم الاستفادة من الميزانيات الموجهة لهذا القطاع.
ولفت إلى أنه يوجد حاليا أكثر من 4 آلاف شجرة بن في المنطقة، وقد ازداد توجه المزارعين للتوسع في زراعة البن بعد إعلان صندوق الاستثمارات العامة في مايو 2022 إطلاق الشركة السعودية للقهوة وذلك لضمان دعم وتطوير واستدامه هذا القطاع.
وأبان أن مزارعي منطقة نجران يناشدون وزارة البيئة والمياه والزراعة والجهات الداعمة الأخرى مثل مشروع تأهيل المدرجات الزراعية، وبرنامج ريف، ومنظمة الفاو الدولية، لدعم المزارعين في نجران عن طريق إرشادهم وتزويدهم بأكثر الأصناف نجاحا وملائمة لظروف المنطقة، وكذلك إدخال نجران ضمن المناطق المدعومة ليتم توجيه المزارعين للمسار الصحيح والمستدام في هذا المجال.
الدعم بالتقنيات الحديثة
وفي سياق متصل، طالب المزارع ومالك إحدى المزارع منصور الشرمان، الجهات المختصة بدعمهم بمهندسين وأصحاب الخبرة في مجال زراعة القهوة لتعليمهم الطرق الصحيحة في حصادها وتسميدها وتقليمها بحيث يكون منتج بجودة عالية.
بدوره، أعلن المستثمر بالأرضي الزراعية في "حي القابل" علي آل حارث، أنه استعان بالأبحاث والتقنيات الحديثة لزراعة البن الذي بدأ بزراعته في سبتمبر 2021، حيث غرس 2000 شتلة وقام بتجهيزها وتهيئتها من خلال محطة أرصاد مصغرة تعمل عن بعد عبر ربطها بـ"الواي فاي" لمتابعة جميع التغيرات المناخية للمحافظة على شتلات البن ومعالجتها عبر رشاشات ماء ومحطات تصفية للماء في المزرعة.