في السياسة هناك مَن يسمى صانع قرار. وفي السياسة أيضاً؛ يوجد ما يمكن وصفه بـ"رجل المهام الصعبة". في السعودية الأمر كذلك، لكن النطاق أوسع. إذ يملك بطل هذه القصة كثيرًا من الميزات. منها أنه صاحب رأي مؤثر لصانع القرار. ومنها أنه أيضاً حامل المهام الصعبة. ومنها وهذا الأهم، أنه "رجل دولة" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
الوزير مساعد العيبان وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، وعضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية، وفي مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومستشار الأمن الوطني، وهو ابن محمد العيبان أول رئيس لجهاز الاستخبارات السعودية؛ معروفٌ بالعمل في الظل. لا يحب الظهور إعلامياً، أكثر من خروج صورته في مجلس الوزراء أسبوعياً. نادر التصريحات، وقليل الحديث. يروي مقربون منه "أنه دمث الخلق، وصاحب ابتسامة، وذو تعامل أبوي حانٍ مع المقربين منه من العاملين في مكتبه".
اليوم (الجمعة) كانت المفاجأة للأوساط السياسية والاجتماعية في السعودية، بعودة العلاقات الطبيعية مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية. خرج الأمر للعامة دون أدنى تسريب لا من قريب ولا من بعيد. وفي تفاصيل الخبر، كان العيبان متواجداً من خلال إدارته مفاوضات شهدتها العاصمة الصينية مطلع شهر مارس الجاري، مع وفد إيراني رفيع المستوى.
فُهم من خلال وجوده الصمت المطبق والسرية العالية، التي أحاطت بالمفاوضات. ولمن يفهم شخصية الرجل يعي هذا القول. المهم ما خرج عن الاجتماع على كل حال.
ومن باب إحقاق الحق، فإن وجود الوزير الأقرب لـ"3 ملوك" في تلك المفاوضات، كان مناسبةً لإعطائه حقه، وإطلاع العامة على مفهوم ومعنى "رجل الدولة"، الذي يمثله الوزير العيبان بالنسبة للسياسة السعودية، وهو المستشار في القضايا العالقة والحالكة، وهو الذي يعمل دون انتظار كلمة ثناء، أو مكافأة، أو غير ذلك.
الوزير مساعد العيبان لا يكاد يخلو استقبال لخادم الحرمين الشريفين، أو ولي العهد، لأي زعيم أو مسؤول جاء من أي بقعة في الأرض، دون وجوده، وهذا يكشف مدى أهمية ودهاء الرجل السياسي، الذي إنْ قيل إنه رجل دولة حق القول، وإن قيل حامل المهام الصعبة حق القول، وإن قيل أيضاً إنه الوزير الأقرب لثلاثة ملوك (الملك فهد والملك عبد الله والملك سلمان).. لحق القول أيضاً، وبكل جدارة. لأنه فقط، رجل الدولة "مساعد العيبان".