مع حلول 21 مارس من كل عام، الذي يصادف بدء موسم الربيع، تحتفل دول العالم العربي وبينها المملكة بـ"عيد الأم" أو "يوم الأم"، لتكريم الأمهات والأمومة حيث يقدم الأبناء صغاراً وكباراً الهدايا لأمهاتهم عرفاناً وتقديراً لتضحياتهن.
تاريخ الاحتفال بيوم الأم
يعود تاريخ الاحتفال بيوم الأم إلى عام 1908، عندما أقامت الناشطة الأمريكية آنا جارفيس ذكرى لوالدتها في ثاني أحد من شهر مايو وذلك في لمسة وفاء لها، وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترفا به في الولايات المتحدة، وفي وقت لاحق من عام 1914 أقر الرئيس الأمريكي ويلسون هذا التاريخ يوماً للأم.
ويختلف تاريخ يوم الأم من دولة لأخرى عالميا، ففي النرويج يحتفل به في 2 فبراير، وفي الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو، وفي الولايات المتحدة وألمانيا يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، وفي إندونيسيا يحتفلون به في يوم 22 ديسمبر.
يوم الأم عربيا
أما عربيا، فكانت مصر هي أول دولة تحتفل بيوم الأم في 21 مارس، وذلك عام 1956 عندما قامت إحدى الأمهات بزيارة الصحفي الراحل مصطفى أمين في مكتبه في صحيفة "أخبار اليوم" وقصت عليه قصتها وكيف أنها صارت أرملة وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجلهم حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماما.
إثر ذلك كتب مصطفى أمين في عموده الشهير "فكرة" يقترح تخصيص يوم للأم يكون يوماً لرد الجميل والتذكير بفضلها، وتفاعل القراء مع الفكرة واختاروا يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال بالأم، وجرى الاحتفال به في مصر لأول مرة.
وتحتفل المدارس والمؤسسات في الدول العربية بيوم الأم عن طريق تقديم الهدايا للمدرسات وللعاملات والموظفات في مقام الأم من قبل الموظفين الأصغر سنًّا، ورغم أن هذا اليوم لا يكون إجازة رسمية، إلا أن بعض المؤسسات تحرص على تكريم الأمهات واختيار الأم المثالية، إضافة إلى الندوات الاجتماعية والثقافية التي تتمحور حول دور الأم في حياة أبنائها وفي حياة المجتمع.
عادات عالمية في الاحتفال بيوم الأم
تختلف طرق احتفال شعوب العالم بيوم الأم، حيث يقوم اليابانيون برسم الأم وعرض الرسومات بمعرض يوافق تاريخ الاحتفال فيما يقوم أطفال يوغوسلافيا بربط الأم في السرير واشتراط حصولهم على هدايا منها لإطلاقها، كما يقوم الأبناء في السويد باصطحاب الأم في رحلة صغيرة يتخللها وجبات إفطار وعشاء مزينة بالورود تكريماً لها.
مكاسب متنامية للمرأة والأم في المملكة
يحل يوم الأم في المملكة هذا العام كما في الأعوام الأخيرة وسط حراك إيجابي رسمي ساهم في إضافة العديد من المكاسب إلى سجل المرأة والأم السعودية في السنوات الأخيرة، بداية من السماح لها بقيادة السيارة ومرورا بتوليها العديد من المناصب القيادية، وانتهاء بتمتعها بكافة حقوقها كالحق في العمل، والتعليم، والصحة، والحقوق الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، وضعت المملكة أيضا إصلاحات لتعزيز مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية، منها توحيد سن التقاعد للجنسين، ومنع التمييز بين الجنسين من حيث الأجور ونوع الوظيفة ومجالها وساعات العمل، وكذلك تمكين المرأة من ممارسة الأعمال التجارية دون الحصول على موافقة مسبقة.
وشملت مكاسب المرأة أيضا حزمة من القرارات التي عززت حقوقها، مثل منع إجراء عقود الزواج لمن يقل عمرها عن 18 عاماً، وإلغاء دعاوى بيت الطاعة، وإصدار نسختين من عقد الزواج، إحداهما للزوج، والأخرى للزوجة، وسريان أنظمة السفر الجديدة على صكوك الحضانة، وتوجيه مأذوني الزواج بسماع موافقة المرأة لفظياً، وغيرها من قرارات تناصر المرأة السعودية، وتحفظ حقوقها.
ولا يقتصر الأمر على السنوات الأخيرة فقط، ولكن على مر التّاريخ، أثبتت المرأة والأم السعوديّة جدارتها وقوّة إرادتها في لحظات حرجة لا تُحصى.