هنأ سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ مقروناً بصادق الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظهما الله ــ بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1444هــ، سائلاً الله أن يجعله شهر عز ورفعة وبركة للأمة الإسلامية، وأن يديم على المملكة تقدمها ورقيها في ظل القيادة الحكيمة، وأن يوفق الجميع لصيامه وقيامه وأن يتقبل من الجميع صالح أعمالهم .

وقال سماحته في كلمة له إن بلوغ شهر رمضان المبارك، الذي هو خير شهور العام، نعمة ومنة كبيرة على كل مسلم ففيه نزل القرآن العظيم لذلك ينبغي للمسلم استقباله بقلب صادق وعمل صالح ، وعزمٍ على التوبة الصادقة والإنابة إلى الله تعالى، فيجدد المسلم توبته ويصدق في علمه، لأن فيه نجاة المسلم وفلاحه وسعادته في الدنيا والآخرة قال الله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، ولا شك أن التوبة واجبة في كل الأوقات كما أرشدنا لذلك رسولنا الكريم - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فعن الأَغَرِّ بن يسار - رضي الله عنه - عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – أنه قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إليهِ مِائَة مَرَّة» (رواه مسلم)، فيكثر المسلم مع صيام شهر رمضان غيره من الأعمال الصالحة كتلاوة كتاب الله الكريم والإكثار من ذكره سبحانه.

ومن أجل الأعمال التي يستقبل فيها شهر رمضان المبارك الدعاء والتضرع إلى الله، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} فينبغي لنا الإلحاح والصدق والإخلاص في الدعاء إلى الله تعالى.

وبين سماحته أن رمضان فرصة عظيمة للتزود من الأعمال الصالحة وبذل القرب ومن ذلك الحرص على التبكير للصلوات المفروضة وتأدية نوافل العبادات كصلاة التراويح والقيام حيث يقول المصطفى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم " من قام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" وكذلك ينبغي الحرص على إطعام الطعام كتفطير الصائمين ومساعدة المحتاجين وتنفيس كربهم وتلمس حاجاتهم، والبعد عما يخدش روحانية الصيام من المعاصي والانشغال بالملهيات ، منبهاً سماحته إلى أن مما أبتلي به كثيرٌ من المسلمين اليوم الانفتاح الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي التي أخذت جزءاً كبيراً من أوقات الناس فيما لا فائدة فيه وأشغلتهم عن طاعة ربهم وتلاوة كتابه الكريم وهذا قد يكون ذلك على حساب هذه الأوقات الفاضلة التي تعتبر فرصة لن تتكرر والوقت شاهد على الجميع بما يودعه المسلم من خير أو شر أو حتى بالتوسع بالمباحات التي قد تجر المسلم إلى التقصير بالواجبات والمسنونات .

وحث سماحته في ختام كلمته عموم المسلمين على استغلال هذا الموسم العظيم بالتقرب إلى الله والتقيد بالسنة النبوية المطهرة والحذر من البدع والخرافات، سائلاً الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه من القول والعمل وأن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.