لم ينقطع التواصل المباشر وغير المباشر في المملكة العربية السعودية بين الحاكم والمحكوم، منذ حقبة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ما يُشكّل موروثاً سعودياً خالصاً، هدفه بناء جسر تواصل بين القيادة والشعب، تُزال من خلاله كل أشكال البروتوكولات الرسمية، وتبرز صورةً كبيرة، هي صورة العائلة الواحدة.

وما ترجم ذلك وأكد عليه، استقبال الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، جمعاً من المواطنين، في مُقتبل شهر رمضان، ما يعتبر تجسيداً لسياسة التواصل الموروثة، من الجد، وحتى الحفيد، وذلك مقروناً بالاعتزاز الرسمي بالشعب السعودي الذي وصفه ولي العهد مرات عديدة، بأنه عماد هذا الوطن العظيم.

ويبرز على الدوام حضور رأس المال البشري في أحاديث ولي العهد، سواء في مجالسه الخاصة أو العامة، عبر ترديده التفاخر بالشعب "الجبار العظيم" تارةً، وأخرى بتشبيهه بـ"جبل طويق" كنايةً عن القوة، وحتى حين يستذكر بناء هذه الدولة، يحرص على التأكيد أنها قامت بتضحيات الرجال، لا بالنفط، أو المال، أو غير ذلك.

ويمكن للمرء استنتاج أن تلك المجالس، سواء كان يشهدها مواطنون أو علماء، فالناتج الأساسي، هو تلاحم وتعاضد، يقابله وفاء وولاء، بين قيادة هذا الوطن، وبين الشعب، الذي لا يتوانى عن افتداء الأرض، بالدم، والمال، والولد.

إن القيم الإنسانية التي تقوم على ركائز الارتباط الاجتماعي بين الدولة والشعب، في شهرٍ كشهر رمضان المبارك أو غيره من الأوقات والأزمنة، يعكس ما يمكن وصفه بـ"اللُحمة الوطنية"، التي تقوم على طبيعة خاصة من العلاقة التي تجمع القائد بالإنسان، وهو الذي – أي الإنسان – احتل كل شيء في قاموس محمد بن سلمان – الإنسان أيضاً – وتحول إلى مصدر فخرٍ واعتزاز، بل وتعويلٍ عليه في المستقبل، خلال عملية البناء والنهضة التي تعيشها بلادنا المباركة، بدعمٍ من قيادةٍ لا ترى فرقاً بين "أميرٍ أو غفيرٍ أو وزير"، في صورةٍ تؤكد المساواة التي تمتاز بها الخصوصية السعودية دون غيرها، وهذا لن يكُون دون وجود طرفين يجمعهما "ارتباطٌ اجتماعي مُقدّس"، تحت ظل عنوانٍ عريض "الوطن".. ولا شيء يفوق الوطن.

هذه هي المملكة العربية السعودية بالفطرة، والدليل، باب المؤسس الذي لم يُغلق بوجه أحد منذ حقبته الزمنية، ولا يزال مفتوحاً حتى اليوم بإشراف الحفيد.