لا يُمكن أن يخرج محمد عبده، فنان العرب، في وسيلةٍ إعلامية، سواء عبر لقاء متلفز، أو حتى تصريح لثوانٍ معدودة، دون أن يُثير الجدل، وهذا يعطي تأكيدات، على أن مثلما الفن بمجمله يفهم حجم أبو نورة، فإن الجدل وإثارته كذلك.

آخر التصريحات النارية على لسان فنان العرب، هو ما أدلى به ليلة البارحة، من كونه هو "صانع الأغنية السعودية"، وهذا القول – إن صح – فلا شك فيه باعتبار الرجل قامةً كبيرة ليس في المملكة والخليج فقط، إنما صوت عربي كبير تاريخي، يُشار له بالبنان.

لكن من حيث المنطق، هذا الحديث قد يُثير حفيظة الكثير، خصوصاً جمهور الراحل الكبير طلال مداح، الذي زامله في المشوار، وفي البدايات، إنما من باب أخذ الأمر بحسن النوايا، قد يكون ذلك من باب الاعتزاز بالنفس، وإدراك الثقل الفني الذي يُشكله للحالة الفنية في العالم العربي.

ومما يؤكد أن فنان العرب يعيش حالةً فريدة دون غيره، يقول إنه خلال حفلاته، ورغم وجود عشرات الآلاف من الجمهور، لا يرى إلا واحداً منهم، وهو في الأصل غير موجود ضمن صفوف الحاضرين.! ولدى أبو نورة فلسفته الخاصة، من حيث الفشل والنجاح؛ إذ إنه يرى أن "الفشل هو البداية الطبيعية لأي مشوار، وليس النجاح".

ويؤكد محمد عبده رفضه لما يصفه بـ"الإملاءات"، فيما يختاره من أغانٍ بأي حفلة يكون فيها، وبأي دولةٍ كانت. ويرى أن الأغنية تشهد دعماً في الوقت الحالي، مقابل الحالة الفنية التي عاشها مع أبناء جيله من الفنانين، وقال في هذا الجانب: "تعبنا من البحث عن احترام الفن وليس الفنان. كانوا يحاربون الفن سواء على الصعيد العائلي أو غيره، لأن الفن كان في أماكن ليس لها هدف أو معنى".

وفي إشارةٍ أشبه بالتحذيرية، أو تلك التي تحكي واقعاً لا يعرفه إلا المحيط القريب من الفن، ألمح فنان العرب خلال لقاء تلفزيوني عبر برنامج "الليوان" على شاشة روتانا خليجية، إلى أن "الفن مُغرٍ للانحراف، وفيه كل سبل الغواية، وهناك كثير من الفنانين ممن ضاعوا نتيجة هذا المسلك".