لا حدود للروحانية في شهر رمضان الكريم، فالعبادات والطقوس الرمضانية، وجمعات العائلة، لها رونقها الخاص، وكلٌّ له مساحته الخاصة في خلق الأُلفة والأُنس الناتجين عن اللمّة، أياً كان شكلها، سواء العائلية، أو لمّة الأحبة والأصدقاء.
لكن أن تكون طياراً عليه أن يطير بشكل يومي، سواء في رمضان أو غيره، فهذا له تفرّدٌ خاص عن غيره. والخصوصية الرمضانية على ارتفاع 33 ألف قدم ستختلف حتماً عن تلك التي على الأرض.
وحتى عند الهبوط وبلوغ الأرض، هناك نوافذ كبرى للنشوة والفرح، طبقاً للكابتن هنادي هندي، مساعدة الطيار في إحدى شركات الطيران، والتي تجدها عارمةً عند انطلاق "زغرودةً" تعبيراً عن فرح، لا سيما فرح من أنهى تأدية نسُك العمرة.
هنادي، التي تحدثت لـ"أخبار24" وهي ترتدي بزة الطيران الخاصة بها، لم تُخفِ أن أفضل رحلاتها تلك التي يكون على متنها بعض من المعتمرين، لما يعود عليها من شعور بأنها أسهمت في تشكيل الفرح بالنسبة لذلك الشخص الذي أدى عبادته، أو العكس، إذا كانت الرحلة تحمل معتمرين على متن طائرة متجهة للديار المقدسة، قبل أداء النسك.
وتروي مساعدة الطيار هنادي بعضاً مما يُخالجها من شعور، وتقول: "أقصى فرحي أن أكون على متن رحلة تحمل معتمرين فرغوا من عمرتهم. إنه شعور عظيم دائماً ما يسكن في نفسي. وأيضاً، حين أكون أعمل وتكون رحلتي على متنها أشخاص نيتهم البيت العتيق. لا أستطيع حينها إلا أن تغرورق عيناي، مقابل الدعوات الصادقة التي يمنحني إياها أولئك الأشخاص. إنهم صادقون، لأن نيتهم تجاه أقدس بقاع الأرض".
وفي تكنيك الطيران، تكشف هنادي أن الطيران في رمضان يتطلب تركيزاً عالياً، لا سيما إن كانت الرحلة في الصباح الباكر، لذا يتم الاتفاق على من يمكنه أن يُفطر من طاقم الطائرة، ومن يستمر في الصيام".
وتضيف: "في حالة صيام عدد من أفراد الطاقم، يكون لهم خياران بخصوص وقت الإفطار؛ إما مع غروب الشمس وخلال طيرانهم في الجو، باعتبار أن الشمس تغيب متأخرةً بعض الشيء نظراً للارتفاع، وإما مع موعد دخولهم الوجهة التي يقصدونها، فالخياران متاحان للقسم الصائم من طاقم الطائرة".
وتشير هنادي إلى عدم اختلاف رحلات الطيران في رمضان عن بقية أيام العام، سواء من حيث وقت الرحلة أو عدد ساعات الطيران، وأن بعض الأيام تشهد أربع رحلات يومية، وتمتد أطول رحلة دولية إلى أربع ساعات أو أكثر.
تجدر الإشارة إلى أن هنادي هندي هي أول امرأة سعودية تحصل على رخصة طيران من هيئة الطيران المدني، وهو ما دعاها للتعبير عن اكتفائها بذلك، نظراً لحبها للطيران وقيادة الطائرة، في وقتٍ لم تستخرج بعد رخصةً لقيادة السيارة حتى الآن، ولا تفكر فى ذلك إطلاقاً، على الأقل حتى هذا اليوم.