نفض السوري محمد الجلب، الذي جاء من سوريا، غبار الزلزال الذي تعرضت له بلدته في شمال الجمهورية قبل أكثر من 40 يوماً، ليضع أوزاره بطمأنينة، نابعة من كتاب الله، الذي أتم حفظه قبل أن يتجاوز من العمر، 15 عامًا في الرياض.

وشهدت مسابقة "عطر الكلام"، التي تعتبر إحدى مبادرات الهيئة العامة للترفيه، وتعد الأكبر من نوعها في المنطقة، مشاركة الجلب، الذي أدخل الحضور في أجواءٍ إيمانية، نظير ترانيمه القرآنية الشجية، وتلاواته الباعثة على التفكر في المعاني والآيات، التي كانت سنداً له خلال مواجهة الكارثة التي حلّت ببلاده، وأعانته على الخروج منها.

وفي سياقٍ مقارب، لم يدُر بخُلد ابن لبنان، الذي حمل حقائبه وجاء للمشاركة في مسابقة "عطر الكلام"؛ أن يحصل على كمية من الثناء، من قبل لجنة التحكيم، بعد أن رفع "الأذان" على المسرح.

وانبرى مشاري العفاسي عضو لجنة التحكيم في مسابقة القرآن والأذان "عطر الكلام" التي تعد الأكبر على مستوى المنطقة – إحدى مبادرات الهيئة العامة للترفيه – لوصف اللبناني رهيف خالد الحاج، ذي الثمان وعشرين عاماً، بـ"علي محمود"؛ وهو القارئ المصري الشهير، المعروف بـ"سيد القراء وإمام المنشدين في عصره"، وصاحب مدرسة خاصة في قراءة القرآن الكريم، وكان حتى توفي مؤذناً في الحسين بقلب العاصمة المصرية القاهرة.

وقال العفاسي مخاطباً الحاج "لقد أحييت لنا ذكرى الشيخ علي محمود. أنا لن أصوت لك. سأصوت للشيخ علي محمود. لقد ملأت قلوبنا فرحاً".

وعن هذه الموهبة، يروي اللبناني رهيف الحاج، بأنها نمت بداخله في سن الثامنة، وقد راهن عليه جده الذي اكتشف موهبته، الذي قال له يوماً "سيصل صوتك إلى أصقاع العالم".

ولم يمنعه عمله كمدرس للمقامات، وامتلاكه مركزاً للفنون، من السير في هذا النهج، إلى أن بلغ حدود المنافسة على "رفع الأذان"؛ وظفر بالحصول على المرتبة الأولى، في المسابقة، التي تحتضنها الرياض، طوال أيام شهر رمضان الكريم.