تُعتبر مهنة الطوافة، ذات جذورٍ ضاربة في أعماق التاريخ، وبحسب بعض الروايات، فإن تاريخها يعود إلى السنة الـ884 من الهجرة، وهي التي في الغالب ما يتم توارُثها من الأجداد إلى الآباء إلى الأبناء.
ويُعرف عن هذه المهنة؛ أنها تختصر قيام مطوف الحجاج والمعتمرين، بتقديم خدمات متعددة، أبرزها، مرافقة ضيوف الرحمن خلال الطواف والسعي، ويتخطى الأمر ذلك، عند تلقينهم الأدعية والأذكار.
دخيل الله الحارثي الذي التقته "أخبار 24"، يُعَدُ من أشهر المطوفين في المسجد الحرام، الذين يتجاوز عددهم 80 مطوفًا، وقد بدأ مهنة الطوافة عام 1979، أي قبل أكثر من أربعين عام.
وخلال عمله في مهنة الطوافة، رافق الحارثي عددًا من الملوك، ورؤساء الدول، والمسؤولين؛ وكان على رأسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمهما الله - بالإضافة إلى الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، والرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
لكن ما يبدو أن هناك موقفاً علق في ذهن الحارثي، نابعًا من مشاهدته يوماً ما للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين الشريفين، خلال أحد مواسم الحج، متوقفاً في زحامٍ بأروقة الحرم المكي الشريف، ليفسح المجال للمارة، من زوار بيت الله الحرام، وكان وقتها الحجاج يريدون المرور إلى "المشربية" – أي إلى زمزم -؛ وقد منع الأمير حرسه الشخصي ومرافقيه، إيقاف أحد من مؤدي النسك حينها، حتى مرّ الجميع ووصلوا إلى مبتغاهم.