أدى ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، صباح اليوم (الأحد)، اليمين الدستورية أمام أمير دولة الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، بمناسبة تعيينه ولياً للعهد ونائباً للأمير.
وكان أمير الكويت قد أصدر في وقت سابق اليوم، أمرًا أميريًا بتعيين الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليًا للعهد، وذلك بعد مبايعة مجلس الوزراء.
وقد هنأ أمير الكويت ولي العهد الجديد، داعياً الله "أن يوفقكم ويسدد على دروب الخير خطاكم لمواصلة النهضة التنموية لوطننا العزيز وما فيه الخير لأبنائه الأوفياء وصالح البلاد والعباد".
بدوره تعهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، بتحمّل المسؤولية بعزم وثبات، و"أن أكون دوما وافي القسم، وحافظ العهد العضيد المتين والناصح الأمين لسموكم، متفانيا بخدمة وطني أمينا على مصالحه محافظا على أمنه واستقراره، راعيا لقيمه وأصالته ووحدته، مجتهدا في رفعته وتقدمه، ملتزما بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومتمسكا بثوابتنا الوطنية الراسخة".
وشغل الشيخ صباح الخالد عدة مناصب، أبرزها تعيينه رئيساً لمجلس الوزراء الكويتي عام 2019، وسفيراً للكويت لدى المملكة، ومندوباً لدى منظمة المؤتمر الإسلامي خلال الفترة من 1995 إلى 1998، ورئيساً لجهاز الأمن الوطني بدرجة وزير، ووزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل، ثم وزيراً للإعلام، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيراً للخارجية، ووزيراً للدولة لشؤون مجلس الوزراء.
ومنذ تولي الشيخ مشعل الأحمد الصباح مقاليد الحكم في الكويت في ديسمبر كانون الأول الماضي، دارت التكهنات حول أسماء كثيرة مرشحة لمنصب ولي العهد الذي يختاره الأمير بنفسه خلال سنة من توليه الحكم، لكن اسم الشيخ صباح الخالد الصباح لم يكن أحد هذه الأسماء.
وأصدر الشيخ مشعل أمس أمرا أميريا بتزكية الشيخ صباح الخالد، الذي شغل سابقا منصب رئيس الوزراء، لهذا المنصب الذي يتطلع له كثيرون من ذرية مبارك الصباح، المعروف باسم مبارك الكبير، المؤسس الحقيقي لدولة الكويت.
ومنذ وفاة مبارك الكبير في 1915، اقتصرت ولاية العهد والإمارة في الكويت على فرعين فقط من أبنائه هما فرع جابر المبارك وسالم المبارك دون باقي الفروع.
ويعد اختيار الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد كسرا لهذه القاعدة، فهو أول ولي للعهد من خارج هذين الفرعين، وهو الأول من ذرية حمد المبارك الصباح. كما جرى العرف أيضا أن يكون ولي العهد ابنا لأمير سابق، وهو أمر لا ينطبق على ولي العهد الجديد.
وقال رئيس ومؤسس مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات في الكويت عبدالعزيز العنجري إن ولي العهد الجديد "لم يكن معروفا بتطلعه للمناصب السياسية، أو الحظوة المجتمعية بل على العكس، كان يبتعد عن الأضواء فور انتهاء عمله ولا يحاول أن يفرض نفسه على المشهد".
وحول اختيار شخصية من خارج فرعي سالم وجابر، قال العنجري "لعلها نظرة سمو الأمير أن لا يعطي ولاية العهد لمن يطمح لها وإنما للأفضل من الأكفاء، حتى لو كانوا من خارج إطار القواعد المعتادة". وولي العهد الجديد لم يكن بعيدا عن عالم السياسة وأجواء الحكم في الكويت، البلد الأكثر انفتاحا من الناحية السياسية مقارنة بباقي دول الخليج، حيث شغل منصب رئيس الوزراء عدة مرات خلال الفترة من 2019 حتى 2022.
ويعد ثامن شخصية كويتية تتولى رئاسة مجلس الوزراء منذ عام 1962، حيث جرى تكليفه عام 2019 بترشيح أعضاء الحكومة الـ 36 في تاريخ البلاد، كما يعد من أبرز الشخصيات الحاصلة على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى عام 1998.
**carousel[8799956,8799957,8799954,8799958]**