قدر تلك القلوب التي جُبلت على حب الإحسان من أجل الآخرين الاستمرار في بذل الخير، والتمتع بلذة العطاء، وهو الأمر الذي تعلّقت به جوارح تلك السيدة التي تفوهت بهذه الكلمات حينما التقينا بها"اعملوا لبنك الآخرة، وليس لـ "بنك الدنيا".
هذه السيدة، نورة سعد، الملقبة بأم عائشة تغمر الآخرين بفيض إحسانها؛ فعلاقتها بالتطوع والإحسان ليست حديثة عهد، بل منذ أن كانت ابنة الخامسة، عزز الأمر في نفسها أيضاً والدها الذي غرس فيها محبة الخير، حسب روايتها للقصة، غير أنها توقفت عن مشوارها الخيّري نحو عام، بعد أن فقدت أباها، بيد أنها عادت لتكمل ما زرعه فيها حتى لا تشعر بفقده.
وتحمل ذاكرتها الخيرية شواهد عاشتها أثناء عملها التطوعي والإحساني الذي استمر لمدة 42 عاماً، ومما ترويه لنا هو أن أصعب المواقف داخلها حينما ترى أولئك الأغنياء الذين يتجاهلون ذوي القربى الفقراء منهم والمتعففين، فيّما يفضلون بذل صدقاتهم وزكاة أموالهم على غيرهم من الغرباء، وهو الأمر الذي يتنافى مع دلائل دينية عدة على غرار "الأقربون أولى بالمعروف"، مشددة على ضرورة الاهتمام بالأقرباء، وتفقد أوضاعهم قبل الآخرين.
وتقول السيدة أم عائشة إن التطوع خير في الدنيا والآخرة، لافتة إلى أنها منذ بدأت مشوارها الذي امتد لنحو أربعة عقود فإن السعادة ترافقها، مشيرة إلى أن الحياة ليست إلا ممر والآخرة مقر؛ خاتمة حديثها بـ "اعملوا لبنك الآخرة وليس لبنك الدنيا".
وتؤكد "أم عائشة" لـ "أخبار 24"، أنها حصلت على ما يقارب 250 شهادة تطوعية منها 45 درعاً، وعملت متطوعة في مستشفى الحرس الوطني في إحدى مراحل حياتها، والتقت بالعديد من الجنسيات، وساهمت في تعليمهم شيئاً من اللغة العربية حتى أتقنوها، فيما تم منحها درع من إحدى السفارات نظير مساهمتها تلك.
فيما يحفل سجل نورة سعد التطوعي بـ توزيع وجبات الإفطار في شهر رمضان، وتوزيع نحو 100 ألف وجبة غذائية، علاوة على أنشطة تطوعية مختلفة أخرى.
الجدير بالذكر، أن العمل التطوعي يعد من أهم الأهداف الخاصة في رؤية السعودية 2030؛ إذ حرصت الرؤية على تعزيز الاهتمام في ثقافة التطوع بصفته غاية نبيلة، واضعة الأنظمة والمنصات التي تجعل منه عملاً مؤسسياً مهنياً.