أكد السفير الأمريكي لدى المملكة مايكل راتني، أن الاتفاق الأمني السعودي الأمريكي المرتقب؛ سيكون "تاريخياً" وسيغير وجه الشرق الأوسط نحو الأفضل، حيث يشمل توسيع التعاون السياسي والأمني والاقتصادي، إضافةً إلى تلبية مطلب السعودية الأساسي بمسار لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال "راتني" في تصريحات لبرنامج "Frankly Speaking" على موقع "عرب نيوز": "نحن نميل إلى استخدام كلمة (تاريخي) بشكل مُبالغ فيه، لكن أعتقد أن حزمة الاتفاقات هذه ستكون فعلاً تاريخية في مجملها، وستكون قادرة على تغيير المشهد بشكل جذري في الشرق الأوسط نحو الأفضل، فهي تشمل تعاوناً سياسياً وأمنياً، وتكاملاً اقتصادياً".
وتابع: "دعونا نقول فقط إنه سيكون اتفاقاً تاريخياً سيؤدي إلى تحسين مستوى الشراكة الأمنية بين واشنطن والرياض، كما أنه سيؤدي إلى تحسين العلاقات الاقتصادية، فضلاً عن أنه سيجمع إسرائيل والمملكة بشكل أساسي في منطقة واحدة، وسينتج عنه مزايا وطريق للمضي قدماً نحو إقامة دولة للفلسطينيين.. هذه أمور كثيرة، هناك مجموعة معقدة من المناقشات".
ورغم تأكيد وزير الخارجية أنتوني بلينكن قبل أيام أن الاتفاق السعودي الأمريكي على بعد أسابيع؛ رفض رانتي تحديد موعد متوقع لإبرامه، مشيراً إلى المناقشات المعقدة للغاية والمليئة بالتفاصيل، ومضيفاً أن "هناك العديد من العناصر التي ما زالت قيد المفاوضات، ولا سيما استعداد إسرائيل للوفاء بالجزء الخاص بها من الصفقة"، مؤكداً أنه سيتم إبرام الصفقة بمجرد وضع كل القطع في مكانها الصحيح.
في السياق ذاته أكد السفير الأمريكي أن الاتفاق التاريخي المرتقب يتطلب تصديق مجلس الشيوخ الأمريكي عليه، وهو ما يعني أنه اتفاق رسمي لا يرتبط بإدارة معينة، بل سيكون اتفاقاً دائماً بين الدولتين.
وتابع في هذا الإطار: "كل تلك العناصر التي كانت قيد المناقشة، وجميع الأجزاء الخاصة بالعلاقات الأمريكية- السعودية والأجزاء الإسرائيلية والفلسطينية مجتمعة يمكن أن تغير المشهد في الشرق الأوسط بشكل جذري، وهذا هو المنظور الذي نرى الصفقة من خلاله، وهو بالتأكيد المنظور الذي يراها من خلاله مجلس الشيوخ، وسيكون لديهم في نهاية المطاف تصويت للتصديق عليها".
وعن العلاقات السعودية الأمريكية، أكد راتني أن العلاقات الثنائية أصبحت أفضل عندما تولى منصبه، وأن هناك إمكانية لوجود علاقات أقوى، موضحاً: "خلال العام الماضي، أصبح الأمر أفضل وأفضل مع توسع شراكتنا بطرق عدة مختلفة لربما كانت غير ممكنة منذ 5 أو 10 سنوات... إذا كنت أتطلع إلى الأمام لمدة عام أو عامين أو ثلاثة أعوام، فإن ما أريده هو أن يستمر المسار الحالي وكذلك سرعة هذا التنوع وهذه الشراكة".
وأكد أن هناك مجالات واعدة للتعاون والشراكة بين البلدين، لاسيما صناعة السينما والصناعات الإبداعية والتكنولوجيا المتقدمة، حيث تطمح المملكة إلى أن تصبح مركزاً للابتكار والتطور التكنولوجي، وهو المجال الذي يعد علامة تجارية أمريكية، حيث تعمل الشركات الأمريكية مثل (أمازون) و(جوجل) وغيرها على المشاركة في جهود السعودية لتحقيق هذا الهدف.
وأشار السفير الأمريكي إلى قطاع الفضاء الذي تسعى الولايات المتحدة لتكون شريكاً فاعلاً للمملكة في تحقيق طموحاتها بهذا المجال، حيث أرسلت شركة "أكسيوم سبيس" الأمريكية رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني إلى محطة الفضاء الدولية العام الماضي، مضيفاً: "من الواضح أن القيادة السعودية لديها طموحات أخرى هناك أيضاً، ونريد أن نكون جزءاً من ذلك".
وفيما يتعلق بالمنافسة الصينية على السوق السعودية، قال راتني إن الصين قد تقدم منتجات بأسعار مخفضة، لكن الولايات المتحدة تقدم القيمة، وتجلب الابتكار والشراكة بطريقة لا يمكن أن يضاهيها سوى عدد قليل جداً من المنافسين، بحسب تعبيره.
وأشاد السفير الأمريكي بالتغييرات والتحولات السعودية خاصةً لجهة تمكين المرأة، إذ إن "التغيير الكبير الذي غيَّر وجه هذا البلد بشكل أساسي هو حقيقة أن المرأة باتت تشارك في كل جانب من جوانب الاقتصاد، وفي كل جانب من جوانب المجتمع، إذ أرى النساء يشاركن بشكل كامل في المناقشات التي أحضرها خلال الاجتماع مع كبار المسؤولين الحكوميين".