أخطرت الشركة الوطنية للتوزيع، عدداً من المؤسسات الصحفية، بنيتها التوقف عن توزيع بعض الصحف الورقية؛ في خطوةٍ أشبه بـ"الوفاة الدماغية" لوسائل إعلام، لطالما كانت حاضرة في قاموس المتابعين.
وعزا رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للتوزيع موفق النويصر، تلك الخطوة، لتراكم الديون على المؤسسة، وانخفاض التوزيع، الذي تسبب به انصراف الكثير من القراء عن النمط التقليدي لقراءة الصحف، مُكتفين بالاطلاع عليها من خلال التطبيقات الإلكترونية، والمنصات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم يبتعد النويصر عن النواحي المالية المرتبطة بالأمر، إذ أكد أن عدم استطاعة عديد من الصحف على تسديد الالتزامات بانتظام للشركة الوطنية، وارتفاع التكاليف التشغيلية، نتيجة الوضع المالي الذي تمر به المؤسسات الصحافية خلال الفترة الحالية، يعتبر من ضمن الأسباب التي دعت المؤسسة، لإشعار الصحف الورقية بعزمها وقف التوزيع، بعد عيد الفطر.
وعدد النويصر في حديث لـ"أخبار 24"، بعض المعضلات والمصاعب التي تواجه المؤسسة، كـ"إيقاف خدماتها، وتعذرها عن تجديد إقامات ورخص عمل موظفيها، وفصل التيار الكهربائي عن المركز الرئيسي"، وهي التي طرأت عليها مؤخراً، نتيجة تراكم قيمة استهلاك التيار، ما دفعها لاتخاذ هذا القرار، الذي يعتبر آخِر الحلول –
بحسب قوله -.
ومضى يشرح بعضاً من تفاصيل حديثه، وقال: "الإشكالية الموجودة اليوم أن معظم الصحف تلقى رواجاً ومقروئية لمحتواها على المواقع الإلكترونية، والنسخ الرقمية على الجوالات، وليس النسخ الورقية. وهذا أحد أهم الأسباب التي أدت للمشكلة. أما بالنسبة لطباعة المؤسسات الصحفية لنسخٍ ورقية؛ فهذا لتتمكن من إرفاق نسخ منها، عند فوترة مطالباتها للجهات الحكومية والخاصة".
وبدا النويصر من خلال حديثه، يملك بعضاً من الأمل، حين أكد أن البحث عن بدائل لن يتوقف؛ إما من خلال إيجاد كيان جديد يجمع بين المؤسسات الصحفية، أو عبر اتخاذ قرارات وتدابير فردية، تُنقذ الصحف مما طرأ عليها، من وقفٍ للتوزيع، وتدنٍ في الأرباح، وغير ذلك من المسببات؛ التي من شأنها أن تقف حائلاً دون وصول الصحف الورقية إلى منافذ البيع في الأسواق المحلية.