تواصل لليوم السادس على التوالي القتال بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث دوت انفجارات من المطار الرئيسي في الخرطوم الذي أُغلق بعد اندلاع الاشتباكات قبل 5 أيام، وتصاعد دخان كثيف في السماء.

بينما خلت الشوارع من المارة إلى حد بعيد في العاصمة التي يقطنها نحو 5.5 مليون نسمة، حيث يعانون حالياً من انقطاع الكهرباء والماء.

وأفادت وسائل إعلام إلى أن المعارك لاتزال محتدمة في محيط القصر الجمهوري والقيادة العامة للقوات المسلحة، حيث يحاول طرفا النزاع إحكام السيطرة عليهما، ليحكم استيلائه على العاصمة الخرطوم.

إجلاء القوات المصرية

من جهة أخرى، أعلن الجيش السوداني إجلاء 177 فرداً من الأطقم الفنية للقوات الجوية المصرية بعد احتجازهم في مطار مروي على أيدي قوات الدعم السريع.

وأوضح أن الإجلاء تم عبر مطار دنقلا عن طريق 4 طائرات نقل عسكري مصرية، مبيناً أن وجود هذه الأطقم التي تتبع للقوات الجوية المصرية كان قد تم ببروتوكول تدريب تم توقيعه بين البلدين عام 2018، ويتم بموجبه إجراء تدريبات مشتركة بين القوتين الجويتين بالبلدين بالتناوب.

بدورها أعلنت قوات الدعم السريع صباح اليوم (الخميس) تسليم 27 عسكرياً مصرياً إلى الصليب الأحمر كانوا في قاعدة مروي العسكرية.

في الأثناء، أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية، أنه تم صباح اليوم (الخميس) بالتنسيق مع الجهات السودانية المعنية، والدول الصديقة، والشقيقة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان تأمين وصول باقي عناصر القوات المسلحة المصرية لمقر سفارة جمهورية مصر العربية.

وأوضح المتحدث الرسمي أنه سيتم إنهاء إجراءات إخلائهم من الأراضي السودانية فور استقرار الأوضاع، وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن، مؤكداً على صحة وسلامة كافة العناصر المصرية التي وصلت إلى أرض الوطن وكذا المتواجدة بالسفارة المصرية بالخرطوم.

وأشار إلى أنه تم، أمس (الأربعاء)، اتخاذ كافة إجراءات التنسيق اللازمة مع السلطات السودانية لهبوط عدد ٣ طائرات نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية في إحدى القواعد الجوية بالأراضي السودانية؛ للقيام بمهمة إخلاء القوات المصرية في ظل إجراءات تأمين شامل للقوات، والإقلاع من الأراضي السودانية عبر ٣ رحلات متتالية لمعظم عناصر القوة المصرية، والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية المصرية بالقاهرة.

ومن جانبها كشفت الخارجية المصرية عن نجاح الجهود التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة؛ لتأمين سلامة باقي الجنود المصريين المتواجدين في جمهورية السودان، وتسليمهم إلى سفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم.

وأفادت وزارتا الخارجية بمصر والإمارات، أن هذه الخطوة تأتي في إطار موقف الدولتين الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية؛ لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسي.

"البرهان" يتهم "حميدتي" بإشعال أزمة دبلوماسية مع مصر

اتهم قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، بأنه السبب في إشعال أزمة دبلوماسية باختطافه جنوداً مصريين موجودين بالسودان في مهمة رسمية، في الوقت الذي حمل فيه "حميدتي" البرهان مسؤولية نشر الخوف بين المواطنين، والضيوف، والدبلوماسيين في السودان.

وأكد البرهان وفقاً لـ"فايننشال تايمز" أن حميدتي كان يسعى للاستيلاء على السلطة، وأن قواته مسؤولة عن أعمال نهب واسعة النطاق في الخرطوم ومنطقة دارفور، وأن جزءاً كبيراً من تلك القوات خرج عن السيطرة، لافتاً إلى أن مطار الخرطوم ليس تحت سيطرة أيٍّ من الطرفين حتى الآن.

ومن جانبه أعلن حميدتي وفقاً لـ" فايننشال تايمز" أنهم مستعدون لوقف القتال، لكن البرهان غير مستعد لذلك، على حسب وصفه، نافياً ما تم تداوله باحتمال انخراط مقاتلي فاغنر للقتال في صفوف قوات الدعم السريع.

إسقاط الطائرات

واستمر مسلسل إسقاط الطائرات الحربية، حيث أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط مروحيتين تابعتين للجيش خلال التصدي لهجوم صباح اليوم غرب أم درمان.

ارتفاع ضحايا الاشتباكات إلى 330 قتيلاً

أعلنت منظمة الصحة العالمية، ارتفاع ضحايا الاشتباكات في السودان إلى 330 قتيلاً ونحو 3200 جريح منذ بدء الصراع في 13 إبريل الجاري، بين قوات الدعم السريع والجيش.

وعبرت المنظمة عن قلقها بشأن الاعتداءات على العاملين بالمجال الصحي، وسيطرة العسكر على مستشفيات، وسط نقص كبير في الأطقم الطبية، وإمدادات الأوكسجين، وأكياس الدم في مستشفيات الخرطوم.

ودعت كافة الأطراف لاستراحة إنسانية؛ لإتاحة المجال لإجلاء المحاصرين، وإغاثة المدنيين.