اتجهت خلال الأيام القليلة الماضية أنظار العالم إلى غرب المملكة، وهي النقطة التي شهدت وصول مئات الأشخاص، ممن تم إنقاذهم بأيادٍ سعودية، من نار الحرب السودانية، ويعودون لعدة جنسيات، في صورة أكدت للعالم بأسره الحرص السعودي من الجانبين "الحكومي والشعبي" على الإنسان والإنسانية.

ونفذت الرياض عددا من عمليات الإجلاء، بناء على أوامر من القيادة السعودية، انطلاقاً من واجبها تجاه مواطنيها في جميع دول العالم، وتجاه الإنسانية جمعاء، وفتحت خطاً للتواصل مع السودان، بهدف تأمين ممرات آمنة؛ للتمكن من تنفيذ عمليات إجلاء رعايا الدول الشقيقة والصديقة، في خطوة تؤكد على مواصلة سعيها لإجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة رعاياها ونقلهم لأماكن آمنة.

ويتضح أن المملكة العربية السعودية من خلال هذا المشهد حملت لواءين؛ الأول كان يرتبط بالسياسة بدرجة كبيرة، من خلال مبادراتها بالدعوة إلى لم شمل الفرقاء السودانيين، وأن تضع الحرب أوزارها، وتنتهي معاناة الشعب السوداني؛ وهذا ما تأكد على لسان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، الذي شدد البارحة على ضرورة تغليب المصلحة السودانية، والحفاظ على مكتسبات السودان ومقدراته، والوصول إلى اتفاق سياسي، يحقق الأمن والاستقرار للسودان وشعبه.

واللواء الثاني الذي حملته المملكة كان إنسانياً بامتياز، حين تولت زمام القيام بحملة إنقاذ، لعدد من الجنسيات العالقة في الأراضي السودانية، دون النظر إلى انتماء أو دين أو عرق، كواجب أخلاقي، لم تنتظر بعد تأديته ثناء من أحد.

وقد أجلت المملكة، بحسب بيانٍ صادر عن وزارة الخارجية، نحو 356 شخصاً، 101 مواطن سعودي و255 شخصاً من 26 جنسية.

وأخذت مشاهد عمليات الإنقاذ التي نفذتها القوات البحرية الملكية السعودية، وبعض أذرع القوات المسلحة، في الانتشار على صعيدٍ محلي وإقليمي وعالمي، ولفت رجال الإنقاذ السعوديون أنظار العالم، من خلال عدة مشاهد، كان أبرزها حمل اثنين منهم لأحد كبار السن العاجزين عن السير، ومشهد طفل أخذ غفوةً بعد عناء السفر، على ساعد إحدى المجندات السعوديات، ما تحول إلى مثار فخر واعتزاز عاشه السعوديون كافة، بما تقدمه بلادهم، وأبناء القوات المسلحة، من مواقف مشرفة، تؤكد عمق المبادئ السعودية الخالصة، التي أرستها الدولة منذ مئات السنين.