أزاح علماء النقاب عن صورة جديدة لثقب أسود وهو يطلق جسيمات عالية الطاقة إلى الفضاء بشكل هائل، لتعد هذه الصورة هي الأولى من نوعها التي تظهر الأحداث العنيفة التي تجري حول الثقوب السوداء.
وكان العلماء قد التقطوا قبل ذلك صورة لهذا الثقب في 2019، كما التقطوا صورة لثقب أسود آخر العام الماضي، وأظهرت الصورتان ظلام الثقب الأسود وحلقة من المواد الساطعة المحيطة به، بينما تتميز الصورة الجديدة بأنها تعد أول صورة يتم التقاطها باستخدام 16 تلسكوبا في مواقع مختلفة على الأرض شكلت معا طبق رصد بحجم كوكب، كما أنها تظهر ضوءا منبعثا بطول موجي أطول، مما يوسع ما يمكن رؤيته.
وذكر العلماء أنه من الصعب رصد الثقوب السوداء بحكم طبيعتها، إذ إنها تعتبر كيانا يتمتع بقوة سحب هائلة لا تستطيع أي مادة أو حتى ضوء الإفلات منها بمجرد الوقوع في جاذبيتها، مشيرين إلى وجود ثقوب سوداء فائقة الكتلة في مراكز معظم المجرات، وبعضها لا يلتهم فقط أي مادة محيطة به وإنما يطلق أيضا دفقات ضخمة وملتهبة من جسيمات عالية الطاقة بعيدا في الفضاء.
وأضاف العلماء أن الصورة الجديدة تُظهر كيف تتصل قاعدة هذه التدفقات بالمادة التي تدور حول الثقب الأسود في شكل يشبه الحلقة، فيما أوضح عالم الفيزياء الفلكية من الأكاديمية الصينية للعلوم، رو سين لو، أن الصورة توضح لأول مرة الاتصال بين تدفق المواد المسحوبة إلى الداخل بالقرب من الثقب الأسود فائق الكتلة ومصدر الانبثاق.
وقال عالم الفيزياء الفلكية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كازونوري أكياما، إن علماء الفلك والفيزياء الفلكية كانوا ينتظرون رؤية ذلك لأكثر من نصف قرن، بينما أكد عالم الفيزياء الفلكية بمعهد ماكس بلانك لعلم الفلك الإشعاعي في ألمانيا، توماس كريتشباوم، أن هذه الصورة تساعد على فهم أفضل للفيزياء المعقدة فيما يتعلق بالثقوب السوداء، وكيفية إطلاق التدفقات وتسارعها، وكيفية ارتباط المادة المتدفقة إلى الثقب الأسود بتلك المنبثقة منه.
يذكر أنه كتلة هذا الثقب تبلغ 6.5 مليار مثل كتلة شمسنا، والتُقطت صورته في مركز مجرة قريبة نسبيا هي مسييه 87، أو إم 87، على بعد 54 مليون سنة ضوئية تقريبا من الأرض.