أحدثت خسارة الهلال لقب دوري أبطال آسيا أزمة كبيرة على مستوى القيادة الفنية للفريق بعد مطالبات من الجماهير ومحللين بضرورة رحيل الأرجنتيني رامون دياز عن تدريب الفريق.
وجاءت هذه الهزيمة لتكون امتدادًا لسلسلة من الانتقادات التي تعرض لها دياز لاسيما بعد فقدانه العديد من النقاط في دوري روشن للمحترفين، والتي أبعدته "إكلينيكيًا" عن المنافسة قبل 5 جولات من النهاية، إذ يبتعد عن الاتحاد المتصدر بـ10 نقاط كاملة.
ويعد دياز مهندس العمليات الذي صنع عامًا من أجمل أعوام الهلال، لكن ما قدمه المدرب الأرجنتيني يبدو أن لم يشفع له أمام جماهير الهلال التي ترى أن سلبيات دياز تخطت بكثير إيجابياته.
وخلال العام المذكور قاد دياز الهلال للفوز بدوري المحترفين، ثم كأس لوسيل أمام الزمالك المصري قبل أن يقدم ملحمة تاريخية في كأس العالم للأندية ليتأهل إلى النهائي كأول نادٍ سعودي يصل إلى المحطة الأخيرة في البطولة، كما قاد الفريق للتأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا.
لكن في المقابل فقد دياز العديد من الألقاب التي ترى جماهير الهلال أنها كانت سهلة المنال، حيث خسر أمام الفيحاء في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي، ليعود ويخسر أمام الفريق ذاته في نصف نهائي كأس السوبر السعودي 2022.
ولذا فإن الهلال مع دياز في ولايته الحالية رقميًا حقق بطولتين فقط "الدوري وكأس لوسيل" في مقابل خسارة لقبين هما كأس الملك والسوبر السعودي على اعتبار أن الوصول إلى نهائي مونديال الأندية لا يعد خسارة بقدر ما يمثل إنجازًا بتحقيق فضية تاريخية.
بداية خيالية وخيبات أمل مفاجئة
في الرابع عشر من فبراير 2022 عاد رامون دياز لتولي تدريب الهلال لتستبشر جماهيره خيرًا بقدرته على قيادة الفريق نحو حقبة تاريخية لاسيما في ظل وجود العديد من الأسماء القوية والعالمية في صفوف الفريق.
بداية دياز كانت صادمة لكل المنافسين حيث بدأ مهمته بفوز كاسح على الشباب بخماسية أتبعه بانتصار على الحزم قبل أن يضرب النصر برباعية، ثم يهزم الاتحاد ليواصل رحلته في دوري المحترفين الذي كان يتصدره الاتحاد بفارق مريح، لكن انطلاقة المدرب الأرجنتيني قادت "الزعيم" إلى الصدارة محققًا واحدًا من أغلى الألقاب المحلية في تاريخ الهلال.
وأثناء صراعه من أجل لقب الدوري، كان الهلال على موعد مع التتويج الأول لـ"دياز" في حقبته الجديدة، حيث المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الفيحاء، لكن جماهير الهلال تلقت أول صدمة مع المدرب الأرجنتيني بعد خسارة اللقب بسيناريو درامي حسمه الفيحاء بركلات الترجيح.
ومع انطلاقة الموسم الجديد كان الهلال على موعد مع انطلاقة مثالية بالفوز في أول 3 مباريات بدوري روشن لتستبشر الجماهير خيرًا بلقب ثانٍ على التوالي في الدوري، وزاد من هذا الشعور التتويج بكأس لوسيل "السوبر السعودي المصري" أمام الزمالك، لكن الفريق تلقى بعدها أول هزيمة في الدوري أمام التعاون قبل أن يفقد 4 نقاط متتالية بالتعادل أمام الاتفاق والشباب ليبتعد مبكرًا عن صراع الصدارة.
ومع تواصل المباريات واصل الأهلي فقدان النقاط لكن الجماهير كانت تعول على ظهور خاص في كأس السوبر السعودي الذي أقيم لأول مرة بنظامه الجديد بمشاركة 4 فرق لكن "الزعيم" اكتفى بمباراة واحدة إذ خسر أمام الفيحاء في نصف النهائي.
وشهدت هذه الفترة تعرض "دياز" لانتقادات حادة بسبب تراجع مستوى الفريق، في الوقت الذي كان يواجه فيه المدرب الأرجنتيني أزمة كبيرة نتيجة الإصابات التي ضربت الفريق لاسيما بعض لاعبي المنتخب السعودي المشارك في كأس العالم، وتراجع أداء آخرين نتيجة ضغط المباريات.
وجاء كأس العالم للأندية ليمثل فرصة ثمينة لكي يعيد دياز ترتيب أوراقه وينطلق مجددًا بالفريق، ليحقق في هذه النسخة انطلاقة تاريخية بالتأهل إلى النهائي والفوز بالفضية.
كما واصل الفريق رحلته في دوري أبطال آسيا ليحجز مقعد الغرب في نهائي البطولة، إلا أنه واصل في المقابل تعثره في الدوري ليبتعد تمامًا عن المنافسة، لكنه يمتلك فرصة أخيرة للخروج من الموسم بتتويج، حيث يلتقي الوحدة يوم الجمعة المقبل في جدة على كأس خادم الحرمين الشريفين.