أعاد فيلم "ملك الصحافة"؛ - وهو اللقب الذي أطلقه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، على المرحوم تركي السديري، رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، ورئيس هيئة الصحافيين السعوديين؛ للواجهة من جديد، وذلك بعد سنوات من غيابه، عن المشهد الإعلامي السعودي، وعن بلاط صاحبة الجلالة.
واجتذب الفيلم جمهور مهرجان أفلام السعودية، الذي تنظمه جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام بوزارة الثقافة، وانطلق يوم 4 مايو الجاري، ويستمر حتى اليوم الحادي عشر من ذات الشهر.
ووصف منتج وكاتب سيناريو الفيلم، علي سعيد، في حديث لـ"أخبار24"، بـ"المهم"، وضمن أجدر الأفلام المعروضة في المهرجان من حيث الأهمية.
ولم يُخف سعيد أن تصوير الفيلم واجه عددًا من المصاعب والتحديات البحثية، بالإضافة إلى رفض عدد ممن كانت هناك رغبة لاستقطابهم للحديث عن الراحل، وهذا ما دفع الفيلم لأن يأخذ منحى يقتصر على رواية أحداث السديري، مع عائلته وأصدقائه، والمقربين منه، وعدد من صحافيي صحيفة "الرياض"، ممن عاصروا المرحوم وعملوا معه.
واستند سعيد، في بعض المعلومات على عمله صحافياً في صحيفة "الرياض"، وهو ما أتاح له التعرف عن قرب على هذه الشخصية الفريدة، حيث انتقل بعد ذلك للعمل في السينما، مؤكداً فرحته الغامرة بتفاعل الجمهور مع قصص وحكايات فقيد الصحافة تركي السديري.
وفي مقابل ذلك، وجد مازن السديري ابن الراحل تركي السديري، أن الفيلم يقدم قصة حقيقية لوالده الموصوف بـ"فقيد الصحافة، الذي ظل 40 عاماً رئيسا لتحرير مؤسسة صحافية كبرى، وهذا بطبيعة الحال يؤكد نجاحه مع فريق العمل، الذين شاركوا في هذا العمل، الذي يُخلّد رحلة والده، بمثابة شهود، على عمله في الصحافة السعودية، ومختلف مراحله العمرية.
ويرى كثير من الصحافيين ممن عملوا مع السديري، أن هذا الفيلم المخصص لنقل تجربة رجل يعتبر والداً للجميع، حتى وإن تأخر عن موعده، إلا أنه خطوة في الاتجاه الصحيح، من حيث تخليد أشخاص بحجم هذا الرجل، الذي أعطى وطنه ومهنته، جزءا كبيرا من حياته، ما اعتبروه إعادةً لروحه إلى المشهد من جديد، وهو الذي لم يتم نسيانه منذ رحيله.
والسديري معروفٌ بوطنيته الخالصة، وتواضعه الجم، ومهنيته العالية، بالإضافة إلى إنسانيته الكبيرة، التي لطالما كانت حاضرة، من خلال وقوفه إلى جانب جميع الصحافيين ممن يمكن أن يتعرضوا لأي إشكالات، سواء من العاملين معه في صحيفة "الرياض"، أو أي وسيلة إعلام.
وشكّل الراحل حالة فريدة وخاصة في الإعلام السعودي، والصحافة الورقية على وجه الخصوص، إذ قضى جُل حياته بين جنبات "صاحبة الجلالة"، وكان مؤثراً في هذه الأوساط، حتى وقت رحيله.
وافتتح المهرجان بعد انتظار وترقب من قبل الجمهور، إذ من المقرر أن يشهد عرض 78 فيلماً، ضمن 48 مجموعة عرض، و4 مجموعات للأطفال، بينما سيتيح المهرجان ولأول مرة، مشاهدة 8 أفلام عبر أجهزة الواقع الافتراضي المصممة لخلق تجربة سينمائية مختلفة.
وسيقدم المهرجان على مدى 8 أيام مجموعة من الندوات الثقافية والورش التدريبية، يصاحبها توقيع إصدارات الكتب من قبل مؤلفيها، وصولاً إلى حفل الختام وإعلان أسماء الفائزين بجوائز الدورة التاسعة.