عند العرب تسمية الأشهر والمواسم ذات أبواب واسعة، فعلى سبيل المثال تقول الروايات إن شهراً كمحرم تعود تسميته لتحريم القتال فيه، وكان يسمى في الجاهلية (المؤتَمِر). ولدى العرب أيضاً سمي ربيع الآخر نظراً لاخضرار الأرض وشبع الدواب.
ولكن القصة هنا تختلف إلى حد ما عما سبق، إذ إن شهر شوال يعتبر أطول شهور العام، على رغم أنه ثلاثون يوماً كبقية الأشهر، وربما ذلك يعود للحالة النفسية والذهنية، المرتبطة بالساعة البيولوجية، لدى العامة، ما إذا ربطنا الأمر بشهر رمضان المبارك.
وقد يكون للعوامل المالية دور كبير في الشعور النفسي، بأن هذا الشهر أطول من غيره، إذ ما إن يبدأ هذا الشهر بالانتصاف، إلا ويجد المرء نفسه "مفلساً مالياً"، نظير تكاليف عيد الفطر المبارك.
وفي هذا الصدد استطلعت "أخبار 24" آراء عدد من الموظفين، الذين أجمعوا على أن شهر شوال أطول شهر، وانتظارهم لنزول الراتب بعد مصاريف شهر رمضان المبارك ومناسبات الأعياد.
ورأت زهراء رائد أن شهر شوال طويل جداً وتم صرف كل راتبها من بداية الشهر وبانتظار نزول الراتب مع الشهر الجديد.
ويتفق مع زهراء منصور العتيبي، إذ يرى أن تكاليف الأسرة بعد رمضان زادت من حالة التقشف، ما يدفع الشخص إلى انتظار نزول الراتب الذي يليه.
لكن فهد الأحمد يخالف كل التصورات السابقة استناداً إلى مفهوم الادخار الذي يسير عليه شهرياً، بل إنه يعتبر أن هناك وصفة مالية من المفترض أن يسير عليها الجميع، من حيث ضرورة ادخار أو توفير جزء معين من الراتب الشهري.
وفي تفسير لذلك يتصور الدكتور سليمان العساف أن الراتب شيء أساسي، والظروف هي التي تؤثر على الأشخاص بتقييمهم من ناحية طول الوقت أو قصره.
ويمضي العساف للقول: "كلما كان المرء سعيدا قصر الوقت، وكلما كان حزينا طال الوقت، فلا بد أن تكون هناك ثقافة للادخار لكيلا يعيش الشخص الشهر بصعوبة، وأيضاً تداول الناس وتأثرهم بالإعلام وما يقال فيه يصنع صورة نمطية وتغيير تفكير وعقائد واتجاهات وأحاسيس، وهناك سبب آخر هو الأوضاع المالية للإنسان".
ويضيف: "حين يصعب الوضع المالي للإنسان تكون الأيام بطيئة وثقيلة عليه، فهو يريد أن يمضي هذا الشهر، لأنه شهر صعب عليه، ويصاب الشخص بتوتر نتيجة عامل انتظار الرواتب، وخصوصاً حينما يتقارب الشهر الميلادي مع الهجري، فيصبح هناك صعوبة على الإنسان".