بتصفح صفحته الخاصة على منصة تويتر؛ كان في وسط التغريدات، التي يحتويها حسابه، تغريدة تتحدث عن الفراغ الرئاسي في لبنان. وربُما يُفهم من ذلك، بأن عمله كدبلوماسي سابق، يُحتم عليه، البقاء على أسلوب رصد ومتابعة كل شيء يدور في هذه الحياة.
لكن أن يكون المعني بهذه الأسطر، على ارتفاع أكثر من أربعة كيلومترات، في طريقه إلى أعلى قمةٍ في العالم، ولن يبتعد عن متابعة ملفات المنطقة السياسية، فذلك يُشير، إلى أن هذا الرجل غير عادي.
عبد الله بن إبراهيم القويز، أحد الأسماء اللامعة في الدبلوماسية السعودية، عمل دبلوماسياً، واقتصاديا، ومصرفيا، ورحالة، اختار مؤخراً، سلوك طريق المغامرات والاستكشاف، ومنافسة جيل الشباب، في الترحّل والبحث عن الجانب الآخر في الحياة، وهذا يتضح بالدخول لبرهة من الوقت لحسابة على منصة تويتر.
القويز الذي شغل منصب سفير المملكة في المنامة، ومنصب الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية، في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، والذي حمل مشلحه في أكثر من مناسبةٍ ومحفل مُمثلاً المملكة، قال مغرداً: "عندما وصلنا إلى قمة الجبل (٤٨٠٠ متر) بعد ظهر اليوم في طريقنا للمخيم الرئيسي -إيفريست-؛ زاد انخفاض الحرارة، وتساقطت قشور الثلج، وواجهنا عدداً من اللوحات التي تشير إلى أولئك الذين ماتوا في المكان بمراحل زمنية مختلفة، من جنسيات مخلتفة؛ هندية – ياباني -إنجليزي- عدد من الشربا من سكان المنطقة".
وللعلم، فمصطلح "الشربا" يطلق على جماعة، تتكفل منذ عقود، بحماية جبال الهملايا في نيبال، التي تقع بها أعلى قمة على سطح الأرض، وقد تكيفت وانسجمت تلك الجماعة على الطقس والمناخ ذي البرودة القارصة، بل إنهم ورثوا هذا العمل لأولادهم، بعد مفارقة الأجداد للحياة.
وبالعودة للقويز؛ فيُلحظ عليه وعلى رغم أنه في ذلك الموقع وخلال تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر، تبادل الحديث مع متابعية في تويتر، بل إنه لم يتردد عن الرد على كل واحد فيهم، وقد وصفه أحدهم وهو لا يقل عنه عمراً وفق صورته في الحساب، بـ"استمر أنت ملهمنا".
وهذه ليست بداية علاقة القويز بالرياضة، إن أردنا تسمية تسلق الجبال رياضةً لا "مغامرة"، إذ إنه سبق له الظفر بالمركز الأول، في سباقٍ خيري للجري أقيم بمحافظة الخبرعام 2019، متقدماً على عشرات من فئته العمرية.
ومن ضمن الصور، التي نشرها الدبلوماسي السعودي السابق، واحدةً ذيّلها بالقول "اليوم في الطريق للمعسكر الأساسي -نيبال- درجة الحرارة ناقص١٢-. ولأن سيري بطيء تعودت أن أبدأ المشي قبل الفريق. بعضاً من المناظر التي صورتها قبل أن يلحق بي الفريق".
وبدت الصور والمقاطع التي نشرها القويز وكأنها من وحي الخيال، لكن السؤال المشروع ليس عن جمال تلك المناظر الطبيعية والخلّابة، إنما حول الخلطة التي استخدمها رجلٌ؛ خلع رداء السياسة والدبلوماسية، وذهب يسابق جيل الشباب، لصعود أعلى قمم الأرض، هناك في جبال الهملايا بنيبال.