اتفق القادة العرب في البيان الختامي للقمة العربية العادية في دورتها الـ 32، التي عُقدت اليوم (الجمعة) على ضرورة التكاتف لحل قضايا الأمة، ووقف التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية.

وتضمن البيان الختامي، العديد من البنود التي تخص القضايا العربية منها الشعب الفلسطيني والأزمات المستجدة في السودان وليبيا، فضلا عن قضايا اليمن وسوريا ولبنان.

القضية الفلسطينية
وأكد البيان الختامي، مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، والهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة فلسطين، وحق دولة فلسطين في السيادة المطلقة على أرضها المحتلة عام 1967 كافة، بما فيها القدس الشرقية، وأهمية تفعيل "مبادرة السلام العربية".

الأزمة السودانية
وفيما يخص السودان، نوه بالتضامن الكامل في الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد ووحدة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية باعتبار الأزمة شأناً داخلياً، والحفاظ على المؤسسات.

واعتبر البيان اجتماعات جدة التي بدأت بتاريخ 6 مايو 2023م بين الفرقاء السودانيين خطوة مهمة يمكن البناء عليها لإنهاء هذه الأزمة وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان وحماية مقدرات شعبه.

سيادة سوريا
وفي الشأن السوري، أشار إلى تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وتكثيف الجهود لمساعدتها على الخروج من أزمتها، وإنهاء معاناة الشعب السوري، ومواصلة تكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها اتساقاً مع المصلحة العربية.

الأزمة اليمنية
وعن اليمن دعّم كل ما يضمن أمن اليمن واستقرارها ويحقق تطلعات الشعب، ودعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

انتخابات لبنان
وفي الشأن اللبناني، حث البيان السلطات اللبنانية، على مواصلة الجهود لانتخاب رئيس للبلاد، وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وإجراء إصلاحات اقتصادية للخروج من الأزمة الخانقة.

سيادة ليبيا
وفيما يخص ليبيا، رفض البيان التدخل في وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وأكد أن الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدي إلى انتصار طرف على آخر، وإنما تفاقم معاناة الشعوب وتدمير منجزاتها.

ولفت لضرورة معالجة التحديات، لتوطين التنمية وتفعيل الإمكانات المتوفرة، واستثمار التقنية من أجل تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة، مما يتطلب ترسيخ وتعزيز ترابطنا لتحقيق طموحات وتطلعات شعوبنا العربية.

عدم التدخل في شؤون الآخرين
ورأى البيان ضرورة للحوار والتسامح والانفتاح، وعدم التدخل في شؤون الآخرين تحت أي ذريعة مع التأكيد على احترام قيم وثقافات الآخرين، واحترام سيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها واعتبار التنوع الثقافي إثراء لقيم التفاهم والعيش المشترك.

تعزيز الهُوِيّة العربية
وشدد البيان، على تعزيز المحافظة على ثقافتنا وهويتنا العربية الأصيلة لدى أبنائنا وبناتنا، وتكريس اعتزازهم بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة وبذل كل جهد ممكن في سبيل إبراز موروثنا الحضاري والفكري ونشر ثقافتنا العريقة؛ لتكون جسراً للتواصل مع الثقافات الأخرى.

مبادرة تعليم اللغة العربية
وتبنت القمة عبر البيان الختامي عدداً من المبادرات، منها مبادرة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها والتي تستهدف أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين العرب بما يسهم في تعزيز التواصل الحضاري بين الدول العربية والعالم، ويبرز الحضارة والثقافة العربية العريقة والمحافظة عليها.

كما شمل مبادرة الثقافة والمستقبل الأخضر التي تهدف إلى رفع مستوى التزام القطاع الثقافي تجاه أهداف التنمية المستدامة، وتطوير السياسات الثقافية المرتبطة بالاستدامة.

واحتوت المبادرة على استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية، والتي تعتمد بشكل أساسي على مجموعة من الأنشطة وتوفير فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية ومالية تساهم في تحقيق الأمن الغذائي لدول الوطن العربي، والمساهمة الفاعلة في تلبية احتياجات الدول العربية من السلع الغذائية.


مبادرة لتحلية المياه
وساند البيان مبادرة البحث والتميز في صناعة تحلية المياه وحلولها بغرض تحفيز البحث العلمي والتطبيقي والابتكار في صناعة إنتاج المياه المحلاة وحلول المياه للدول المهتمة والمحتاجة، والتركيز على نشر ومشاركة المعرفة والتجارب والمساهمة في تحسين اقتصاديات هذه الصناعة لخفض التكلفة ورفع كفاءة العمليات واستدامتها بيئياً.

ودعم مبادرة إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية والتي من شأنها احتضان التوجهات والأفكار الجديدة في مجال التنمية المستدامة وتسليط الضوء على أهمية مبادرات التنمية المستدامة في المنطقة العربية لتعزيز الاهتمام المشترك ومتعدد الأطراف بالتعاون البحثي وإبرام شراكات إستراتيجية.