في السعودية الحالة العامة غير عادية ومتفردة في شكلها ومضمونها. تصبح الدولة عن بكرة أبيها على إنجاز، وتُمسي على آخر. ما أعطى انطباعاً عالمياً، أن هذه الإنجازات المتوالية ليست طارئة، إنما نتاج حراك ضخم، تشهده الدولة، بشتى مدنها ومحافظاتها.
خلال الأربع والعشرين ساعةً الماضية، أي يوم أمس الأول الأحد، أصبح السعوديون على فرحة حصول المنتخب السعودي للعلوم والهندسة على 27 جائزة عالمية في مجالات عديدة علمية، وسحبوا البساط من تحت أكثر 1000 مشارك من 70 دولة، قدموا للتنافس فيما حصلوا عليه من علوم في دولهم.
واحتفلت المملكة على الصعيدين الرسمي والشعبي بهذا الإنجاز، الذي يؤكد حرص الدولة على خلق جيلٍ جديد، يتمتع بكثير من الوعي والعلم، لما سيعود على المجتمع بشكلٍ إيجابي وصحي في قادم السنين.
وفي مساء ذات اليوم، وعند بلوغ عقارب الساعة الثانية عشرة صباحاً، كان السعوديون يحبسون أنفاسهم، بانتظار انطلاق المركبة الفضائية التي تحمل على متنها رائدي الفضاء (ريانة برناوي وعلي القرني)، في رحلةٍ تاريخية للمملكة العربية السعودية، ترمي إلى إجراء عددٍ من البحوث والدراسات العلمية الفضائية، التي ستعود بالفائدة على البشرية.
وما أن بلغت المركبة الفضائية لمحطة الفضاء الدولية، إلا وتنفس السعوديون الصعداء، وعاشوا أعلى مراحل الفرح، لما تحقق على يد ابنين من أبناء المملكة، وهو ما يدخل في السجل السعودي إنجازاً تاريخياً جديداً، يضاف إلى سابقاته من السجلات والإنجازات العالمية.
وفي رسالة لطمأنة الجميع، خرج علي القرني بعد وصول المركبة لمنطقة وصولها الأخيرة، ليحمد الله على هذه اللحظة التاريخية، التي عاشها، وعبر عن متعته بالإطلاق والسير من الأرض إلى الفضاء.
ولم تبتعد ريانة برناوي عن زميلها، وأثنت على الدعم الذي يلقاه الجميع من قبل القيادة في المملكة العربية السعودية؛ وأكدت أن ذلك ينبثق من "التمكين والازدهار" الذي تعيشه المملكة في هذا العهد الزاهر.
ويعود على الدوام الشارع السعودي إلى كلمات لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، لطالما اعتبروها مسانداً ودافعاً لهم ولطموحاتهم، منها على سبيل المثال كلمته "لدى السعوديين همة كجبل طويق لن تنكسر إلا إذا تساوى الجبل بالأرض"، والكلمة الأخرى في لقاء مع صحيفة أجنبية؛ إذ قال ذات يوم: "عنان السماء هو الحد الأقصى للطموحات".
وتلك الكلمات بدون أدنى شك، اعتبرها السعوديون بمثابة رافعةٍ لأحلامهم وطموحاتهم، التي يستنبطون قوتها من ولي العهد، الذي أصبح "مُلهماً"، وقائداً لا يكتفي بالكلام، بل يسبق القول بالعمل، وهذا ما تجسد واقعياً خلال السنوات الماضية.
إن دولة كالمملكة العربية السعودية، بكل مقوماتها، وعلى رأسها الإنسان، لها الحق بأن تحول الأحلام إلى حقيقة، في ظل وجود قيادة، لا تتردد عن تقديم الدعم المطلق لنجاح أبنائها، في شتى مناحي الحياة، ومهما كلف الأمر، ما شكّل نافذةً كبرى لفخر الدولة بأبنائها، وفخرهم بها، وهذا أقل شيء يقدم لمثل هذا الوطن الكبير.