"يبدو الأمر واضحًا، فإذا كنت تأكل أطعمة تحتوي على كثير من السعرات الحرارية، أو لا تمارس الرياضة التي تساعد على حرق ما يكفي من السعرات، فسوفتزيد نسبة الدهون في جسدك، ما يعني زيادة الوزن".
ومع ذلك لسوء الحظ، فإن الحقيقة المتعلقة بالسعرات الحرارية ليست بسيطة، كما نعرفها.
في هذا السياق يشرح عالم الوراثة في جامعة كامبريدج ومؤلف كتاب "لماذا لا تعد السعرات الحرارية مهمة؟"، البروفيسور جايلز يو، لصحيفة الديلي ميل البريطانية، أنه على الناس التركيز على جودة ما يأكلونه، وليس عدد السعرات المخفي على الجانب من أي عبوة.
ويتابع جايلز، إننا لا نأكل السعرات الحرارية، بل نأكل الطعام، ثم يتعين على أجسامنا استخراج السعرات الحرارية.
ويضرب مثلا، أن أجسام البشر "ليست نيرانًا" تحرق كل السعرات الحرارية بالتساوي، فنحن نمتص سعرات حرارية أقل عند تناول قطعة برتقال، من تلك التي نمتصها عند شرب عصيرها، على الرغم من أنها تحتوي على نفس الكمية بالضبط.
ويضيف أن هذا مجرد مثال واحد على سبب تضليل مفهوم التركيز على السعرات الحرارية، الذي يرى أن الطعام وقود، ويرى أن الجسم يأخذ دور الفرن بشكل فعال، والذي ظهر للضوء في ثمانينيات القرن التاسع عشر بواسطة كيميائي أمريكي أراد معرفة مقدار "الطاقة" الموجود في الأطعمة المختلفة.
ويؤكد أيضًا أن الطهي يقلل من الجهد اللازم للهضم، فقطعة الكرفس النيئة بمفردها تحتوي على نحو 6 سعرات حرارية، لكن إذا قمت بطهيها، يمكن أن تصبح 30 سعرًا حراريًا.
ويشرح أن الطبخ هو امتداد لمعدتك تقريبًا، وهو ما يعني أن يقوم جسمك بعمل أقل، فعندما تأكله تكون قادرًا على امتصاص المزيد من السعرات الحرارية.
ويشرح أنه لهذا السبب، من المحتمل أن يكون عدد السعرات الحرارية على ملصق الأطعمة المصنعة أو المطبوخة أقل من الواقع.
ويقول إنه يمكن للملصقات الموجودة على الأطعمة الغنية بالبروتين أن تبالغ في تقدير عدد السعرات الحرارية، بسبب العمل اللازم لهضم البروتين، سنستخرج 70% فقط من تلك السعرات الحرارية، وفقًا للبروفيسور يو.
ويضيف، إنه على الرغم من احتواء تفاح ومصاصة على عدد مماثل من السعرات الحرارية، فمن الواضح أن التفاح هو الخيار الصحي لأن تناول الكثير من السعرات الحرارية الفارغة سيؤثر على صحتك قريبًا.
ويؤكد على أن هذه العوامل تعني أن السعرات الحرارية هي "أداة فظة" لمراقبة ما نأكله.