لم يكن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية وليد اللحظة، بل هو ثمار عمل مستدام، وخطط استراتيجية مدروسة، يتم تنفيذ مبادراتها في وزارة الرياضة، بعد أن وجد القطاع الرياضي الدعم الاستثنائي وغير المحدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة واهتمام ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. ووفق رؤية قامت على منهجية واضحة لبناء مستقبل الرياضة، وتحويلها إلى صناعة واستثمار، يخدم الرياضيين والوطن على حدٍ سواء.
وتعد استراتيجية دعم الأندية الرياضية التي تم إطلاقها عام 2019م، وتدخل عامها الخامس الموسم المقبل، إحدى أهم المبادرات التي فتحت آفاقًا واسعة للرياضة في المملكة، وخلقت البيئة الخصبة للعمل الاحترافي والتنظيم المميز، من خلال تطبيق أعلى معايير الحوكمة وتطوير الأندية لضمان استدامتها ماليًا وإداريًا وتشغيلياً، وتوفير الفرص الوظيفية التي ساهمت في ارتفاع تقييم الأداء العام في مختلف الألعاب الرياضية، فضلًا عن انعكاسها على تحسين تجربة الجماهير الرياضية.
وبالنظر إلى الأرقام التي تحققت من خلال استراتيجية دعم الأندية الرياضية منذ انطلاقها عام 2019م، فقد أسهمت المبادرة في تحويل التحديات الكبرى إلى إنجازات على أرض الواقع، فبعد أن كانت الأندية الرياضية تعاني من قلة الاستقرار المالي وضعف الموارد المالية، ارتفع عدد إيرادات الأندية من الرعاة إلى 328 مليون ريال في موسم 2022-2023، بعد أن كانت الإيرادات تبلغ 88 مليون ريال موسم 2019-2020.
كما تمكن 89% من أندية دوري المحترفين من الحصول على شهادة الكفاءة المالية، بعد أن فرضت اللجنة الأنظمة واللوائح لضمان استدامة العمل المالي وجودته، والتي كان انعكاسها مباشرًا من خلال انخفاض الالتزامات المالية للأندية الرياضية.
ووفق نظام الحوكمة الفعّال في الاستراتيجية، ارتفع عدد الأندية التي دخلت في إطار الاستراتيجية، واستفادت من الحوافز المالية والإدارية النوعية، من 16 ناديًا في موسم 2019-2020 إلى 61 ناديًا في موسم 2022-2023، إلى جانب ارتفاع عدد الموظفين إلى أكثر من 3 آلاف موظفٍ وموظفة في هذه الأندية.
وتأكيدًا على شمولية استراتيجية دعم الأندية، فقد وضعت الاستراتيجية هدفًا ضمن أهدافها، يركز على تطوير البنية التحتية للمنشآت الرياضية في المملكة، حيث يتم تطوير ثلاث منشآت رياضية حتى الآن تطويرًا شاملًا، وهي منشآت الفتح والاتفاق والشباب، إلى جانب الانتهاء من تطوير تسع منشآت رياضية تطويرًا جزئيًا، وفق أعلى المعايير المتبعة محليًا وعالميًا، وهي منشآت أندية الاتحاد، والنصر، والهلال، والأهلي، والقادسية، والباطن، والتعاون، وضمك، والرائد.
كما هيّأت الاستراتيجيةُ بيئةً خصبة مميزة لحضور الجماهير الرياضية، بعد أن تم التركيز على تحسين تجربة الجماهير، وهو ما زاد عدد الحضور الجماهيري من 1.1 مليون مشجع في موسم 2019-2020 إلى 2.1 مليون مشجع في موسم 2022-2023، بزيادة بلغت 152% في المعدل العام للحضور الجماهيري.
وفيما يخص التنوع في ممارسة الرياضات والألعاب المختلفة، فقد بلغ عدد الأندية المفعلة لـ(12) رياضة، 110 أندية في موسم 2022-2023، وعليه فقد ارتفع عدد الرياضيين من 40 ألف رياضي موسم 2019-2020 إلى أكثر من 81 ألف رياضي موسم 2022-2023، بعد استحداث العديد من الرياضات وتفعيل مشاركة المرأة في الأنشطة والمسابقات المختلفة.
قفزات نوعية، وتطور مستمر تجسّده الأرقام المسجلة، وتؤكد أن الوقت بات مناسبًا لمرحلة استثنائية مهمة، تتمثل بمشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الهادفة لبناء قطاع رياضي فعّال، واقتصاد مزدهر، من خلال رفع مستويات الاحترافية والحوكمة التي ستقود الرياضيين لتحقيق التميز المنشود على صعيد الأندية والمنتخبات الوطنية، وترفع راية الوطن في مختلف المحافل والمناسبات الكبرى.