دأبت المملكة على مدار 100 عام على خدمة حجاج بيت الله الحرام بالتطوير المستمر على مستوى مختلف الخدمات، بما فيها المرافق والطرق ومنظومة النقل، ليبلغ إجمالي عدد الحجاج الذين خدمتهم المملكة منذ عام 1390هـ وحتى العام الماضي 1444هـ أكثر من 100 مليون حاج.
البداية كانت مع ما شهده المسجد الحرام منذ تكوّن المجتمع المكي قبل الإسلام وصولاً إلى العام 1343هـ أي قبل ضم مكة المكرمة على يد الملك عبدالعزيز، من توسعات مختلفة، حيث كانت المساحة الإجمالية للمسجد الحرام في عصر ما قبل الإسلام والعصر النبوي وصولاً لعصر الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه نحو (1490م2).
وتواصلت توسعات بيت الله الحرام بداية من دخول الملك عبدالعزيز مكة المكرمة، حيث قدرت الطاقة الاستيعابية بـ (90662) حاجاً في سنة 1345هـ، ثم ارتفعت بعد وفاته في سنة 1373هـإلى (232971) حاجاً في سنة 1374هـ، فيما بدأت أولى التوسعات السعودية في العام 1375هـ وتضمنت ثلاثة طوابق هي الأقبية والطابق الأرضي والطابق الأول مع بناء المسعى بطابقيه وتوسعة المطاف وأصبحت بئر زمزم في القبو.
واستمر هذا النهج حتى جرى في مطلع عام 1432هـ تدشين أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام، حيث رُفعت الطاقة الاستيعابية للحرم إلى مليون و850 ألف مصل مع مضاعفة الطاقة الاستيعابية بصحن الطواف إلى 3 أضعاف طاقته السابقة ليتمكن 150 ألف شخص من الطواف كل ساعة، قبل أن يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في عام 1436هـ خمسة مشاريع رئيسة هي مشروع مبنى التوسعة الرئيس، ومشروع الساحات، ومشروع أنفاق المشاة، ومشروع محطة الخدمات المركزية للحرم، ومشروع الطريق الدائري الأول.
وعملت المملكة على إيجاد حلول ناجحة في إراحة حجاج بيت الله وتوفير كافة السبل لهم، حيث كانت شدة التضرس وتعقد السطح بمدينة مكة المكرمة سبباً في جعل اتخاذ الدروب وشق الطرق عبرها أمراً صعباً احتاج إلى كثير من الجهد والوقت والأموال واستجلاب متخصصين وآلات متخصصة لشق الجبال الصلدة.
ووفرت منظومة النقل والخدمات اللوجستية وسائل نقل متعددة جواً وبراً وبحراً وتوسعت في إنشاء المطارات والموانئ وتوفير القطارات وتعبيد الطرق، كما تم توفير 10 طرق رئيسة بتصاميم حديثة، مع تجهيز عدد من الطرق مثل (طريق الرياض - الطائف - مكة المكرمة) و(طريق مكة المكرمة - المدينة المنورة) و(طريق مكة المكرمة - جدة) وطريق السيل الكبير بطول 70 كم، واستكمال الطريق الدائري الأول والثاني والجزء الشمالي من الدائري الثالث.
وتنوعت الخدمات اللوجستية التي تقدم لحجاج بيت الله منها عربات متطورة لنقل أمتعة الركاب من ميناء جدة الإسلامي، وحافلات حديثة لنقل الحجاج، إلى جانب مبادرة "غادر بلا أمتعة"، وغيرها من الخدمات التي تُسهِم في راحة ضيوف الرحمن، بالإضافة إلى تحسين تجربة الحاج في التنقل باستخدام قطار الحرمين السريع، وقطار المشاعر المقدسة.
ولم تكتف المملكة بذلك لكنها نفذت أبضاً تقنية تبريد الطرق في المشاعر المقدسة عبر طلاء الأسطح الإسفلتية للطرق والمسالك؛ بهدف خفض درجة الحرارة على الحجاج؛ وتبريد المناخ للدرجات المعتدلة في طرق المشاة.
**carousel[9009763,9009765,9009769,9009766,9009764,9009770,9009768]**