آثار نفسية سلبية تُصيب الأطفال عند مُشاهدة ذبح الأضاحي، هذا ما قاله أخصائي الصحة النفسية علي مباركي، مؤكدا أن بعض الأطفال يُصاب بما أسماه بـ"ذاكرة شم" تجعله يستمر في شم رائحة الدم حتى في عدم وجوده في الواقع، مما قد تجعله يعزف عن أكل اللحوم مستقبلا أو التقيؤ وشعوره بالغثيان وذلك تأثرا من مشهد ذبح الأضحية.

ويشير مباركي إلى الأضرار النفسية التي قد تُصيب الأطفال في ظل إلزام بعض الأهالي حضور أطفالهم لمشهد الذبح في عيد الأضحى المبارك.

ويرى مباركي في حديثه مع "أخبار 24" أن هذه الأضرار تنجم عن عدم قدرة الطفل على ترجمة مشهد الذبح معرفيا داخل عقله وتفكيره.

مضيفا أن هذه الصدمات تختلف من شخص لآخر، وتتم معالجتها عن طريق العلاج المعرفي السلوكي للأطفال والمراهقين والكبار تدريجيا من خلال تغيير طريقة تفكيره عن هذا المشهد.

واستطلع" أخبار 24" آراء عدد من الأشخاص حول هذا الموضوع، ويقول مجد كراجة إن له موقفا مع هذا الأمر حيث قام بعمل عقيقة لابنته ذات السنة وثلاثة أشهر وحرص على رؤيتها ذبح عقيقتها،ليتفاجأ بأنها قامت بالبكاء نتيجة رؤيتها الدم، بعدما كانت مستمتعة برؤيتها حية.

وتابع كراجة حديثه أنه مع تشجيع الأطفال في سن المدرسة حضورهم مشهد الذبح لأنه من السهل توضيح ذلك المشهد لهم ومدى قيمة هذه الشعيرة لدى المسلمين.

من جانبه قال سعود آل سالم إن الطفل يتأثر نتيجة رؤيته مشهد الذبح خاصة وهو يرى والده أو شقيقه هو يقوم بذلك الأمر، فيما يتفق فارس آل سالم مع سعود في أن الطفل بعد رؤيته لدماء الأضحية سيصاب بخوف شديد لعدم اعتياده هذا المشهد.

ومن الممكن أن يتأثر الطفل بمجموعة من الأعراض المحتملة، مثل سرعة ضربات القلب، والانهيار العصبي، والتوتر، وكوابيس ليلية تُرَسّخ في مخيلته مشهد الذبح، وإصابته بعزلة مجتمعية، واكتساب عادات العنف، لذلك لا بد من تأهيل الأطفال نفسياً قبل اصطحابهم للذبح، وشرح سبب وفضل ذلك لهم، ويفضل أيضاً اصطحاب الأطفال عند توزيع اللحوم على الفقراء، وحتى يرى الطفل أثر تلك السُّنة بشكل فعلي، وزرع مفهوم العطاء لديه".