أعلن رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس صدور التوجيه الكريم بتخفيف وتقصير مدة خطبتَي وصلاة الجمعة في الحرمين الشريفين؛ لتكون في حدود 15 دقيقة، وبتأخير الأذان الأول؛ لتكون المدة بينه وبين الأذان الثاني ١٠ دقائق؛ ابتداءً من خطبة اليوم الجمعة 1445/12/15هـ، وحتى نهاية فصل الصيف.
وأكد السديس أن التوجيه أمر يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على صحة وراحة وسلامة ضيوف الرحمن، والتيسير ودفع المشقة عنهم وعن المصلين الذين يشهدون الجمعة بالحرمين الشريفين.
من جهته قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، إن ما يجري اليوم من اختصارٍ للخطبة وتخفيف للصلاة يأتي مراعاةً للزحام وحرارة الأجواء وتيسيرًا على المصلين.
وأضاف الدوسري، إنَّ الجهود العظيمة والمعهودة للقيادة وأعمالَهُم الجليلةَ المشهودةَ، أثمرتْ بتوفيقِ اللهِ نجاحًا عظيمًا لموسمِ الحجِّ في هذا العامِ وفي كلِّ عامٍ، مضيفاً أن المملكة امتازت منذ تأسيسها بخدمةِ الحرمينِ الشريفينِ وقاصديهِمَا مِنَ الحُجاجِ والمعتمرينَ والزوّار، فجزى اللهُ ولاة أمرنا مِنَ الأجرِ أعظمهُ ومِنَ الثوابِ أجزلهُ، وجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِهِم.
وأشار إلى أن أيامَ الحجِّ وشعائرِهِ العظامِ انتهت، وعاشَ الحجاجُ معَهَا أفضلَ الأيامِ، فوقفُوا في المشاعرِ بخضوعٍ واستسلامٍ، ورفعُوا الأكفَّ سائلينَ ربَّ الأنامِ، وتَطَهَّروا مِنَ الذنوبِ والآثامِ، فَهَنِيئًا لهُمْ علَى التمامِ، وهَنِيئًا لهُمْ مَا آتاهُمُ اللهُ مِنَ الفضلِ والإنعامِ.
ودعا إلى شكر الله على نعمِهِ وإمدادِهِ، فالشكرُ لهُ مُؤذِنٌ بالزيادةِ، وبذلكَ تحققُونَ مقصَدًا مِنْ مقاصدِ الحجِّ والعبادةِ، مخاطبا حجاج بيت الله الحرام بالقول: "هَا أنتُم يا حجاجَ بيتِ اللهِ قدِ استفتَحتُمْ حياتَكُم بصفحةٍ بيضاء، ورجعتُم بعدَ حَجِّكُم بثيابِ الطُّهرِ والنقَاءِ، فأَرُوا اللهَ مِنْ أنفسِكُم خَيرًا، وَاعزِمُوا على المُحافظةِ على الطاعاتِ مَا بَقِيتُم، والبعدِ عنِ المعاصِي مَا حَيِيتُم"، مؤكداً أن مِنْ توفيقِ اللهِ تعالَى أنْ يعودَ الحاجُّ بعدَ الحجِّ بالتوحيدِ الخالصِ، وقدْ صَلَحَ قَلبُهُ، وازدادَ إيمانُهُ، واستقامَ حالُهُ، وحسُنَ خُلُقه، وقَوِيَ يقينُهُ، وزادَ وَرَعُه.
تجدر الإشارة إلى أن منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة تشهد حاليا زحام شديد يجعل كثير من المصلين معرضين لحرارة الشمس الشديدة بشكل مباشر، في أوقات تبلغ فيها درجات الحرارة ذروتها من الساعة 11:00 صباحا إلى 4:00 عصرًا، مما يجعل الأذى والضرر الذي يتعرض له المصلون أمرًا مؤكدًا يستوجب التخفيف لحمايتهم من الإجهاد الحراري وما يسببه من إعياء للمرضى وكبار السن.
وتعمل قيادة المملكة دائما على رعاية ضيوف الرحمن وتحرص على توفير سبل الراحة والسلامة والطمأنينة لهم في كل أحوالهم، ليؤدوا عبادتهم في يسر وسهولة دون حدوث الأذى أو الضرر.
وقد جعلت المملكة حفظ النفس وصيانتها وحمايتها من مبادئها السياسية الأساسية، وهو ينطلق من مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة وضرورياتها الخمس، إذ يقول الله تعالى: "وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"، وعطفا على ذلك كان مبدأ الحكومة السعودية ولا يزال *"الإنسان أولًا"*؛ ومن هنا فإن مقترح تقصير خطبتي الجمعة في الحرمين الشريفين لتكون 10 دقائق بدلاً من 30 إلى 45 دقيقة حاليًا، تخفيفًا على المصلين في ظل ظروف الحرارة المرتفعة، هو أخذٌ بمبدأ الوقاية والحفاظ على النفوس.