علمت «الشرق» من مصادر مطلعة في صناعة الطيران المحلي أن شركة «سما» للطيران ستعاود نشاطها مجددا بعد توقف دام قرابة عام وسبعة أشهر بسبب ظروف اقتصادية حادة، بعد إعادة هيكلة الشركة ودخول مستثمرين جدد.
وبينت المصادر أن مسيري شؤون «سما» للطيران، والتي تتخذ من مطار الملك فهد الدولي بالدمام مقرا لها، قرروا إعادة نشاط الشركة، والتي عانت من أزمة مالية مرت بها تقرر على إثرها إيقاف جميع الرحلات في 24 أغسطس 2010 وتسريح جميع العاملين بها، وألمحت المصادر إلى أن الشركة قد اتفقت مع مستثمرين جدد للدخول في شراكة من شأنها النهوض بأعمال الشركة، لا سيما وأن الشركة تمتلك الرخصة التي منحت لها سابقا، ولها الحق في استغلالها. وأكدت المصادر أن طيران العربية الإماراتي سبق وأن تقدم بعرض شراكة مع طيران سما، بيد أن هيئة الطيران المدني رفضت هذا العرض، دون أن تحدد المصادر أسباب الرفض.
ومن جانب آخر، علمت «الشرق» أن شركات نسما، عرباسكو، العربية للطيران، طيران الإمارات، وطيران الخليج من أبرز الشركات التي أبدت رغبتها في الحصول على الرخصة للمنافسة الخاصة بالحصول على رخصة ناقل جوي وطني لتشغيل رحلات داخلية ودولية انطلاقا من مطارات المملكة، إلى جانب مستثمرين من قطر والإمارات وتركيا يسعون لتشكيل كيانات اقتصادية للدخول في المنافسة. وفي هذا الصدد قال لـ» الشرق» رئيس مجلس إدارة شركة نسما للطيران صالح التركي أن شركته مهتمة جدا بالمنافسة على رخصة النقل الجوي، مشيرا إلى أن الشركة مصرية وترخيصها مصري ويوجد بها مستثمرون سعوديون، وستقدم عطاءاتها، وهي مؤهلة للمنافسة.
من جانبه، أكد لـ» الشرق» الرئيس التنفيذي لشركة عرباسكو محمد الشبلان أن الشركة تنظر إلى رخصة النقل الجوي التي أعلنت عنها هيئة الطيران المدني باهتمام كبير، مشيرا إلى أن «عرباسكو» ستكون من ضمن الشركات التي ستتقدم للمنافسة للحصول على الرخصة، وأن كافة حصص الشركة مملوكة لمستثمرين سعوديين. وأكد الرئيس التنفيذي لطيران الخليج ياسر المجالي اهتمام «طيران الخليج» بالدخول كمستثمر في قطاع النقل الجوي الداخلي في السعودية، لكنه شدد على أهمية معالجة أسعار التذاكر، ودعا الجهات المسؤولة عن الطيران المدني إلى دراسة أسعار التذاكر المحلية لاستقطاب شركات أخرى، وأضاف أنه يتعين على هيئة الطيران المدني تقديم أدوات جذب، مشيرا إلى أنه متى ما تم رفع أسعار التذاكر المحلية، فإن الشركة ستنظر إلى السوق السعودية بمزيد من الاهتمام. وقال مصدر رفيع المستوى في طيران الإمارات أن الشركة تدرس الخطوة التي أعلنت عنها الهيئة العامة للطيران المدني السعودي أخيرا بالسماح لشركات الطيران الدولية بتقديم خدمات النقل الجوي بين مدن المملكة، مبينا أن «طيران الإمارات» متحمسة لهذه الخطوة وتعتبرها تطورا إيجابيا. وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن طيران الإمارات تسعى للمنافسة للحصول على رخصة النقل الجوي الداخلي، من خلال تأسيس شركة سعودية تكون حصة شركة طيران الإمارات 49 % من رأسمال الشركة، مؤكدا أن رغبة الشركة في الدخول للسوق السعودي نظرا لضخامة العمل في السوق. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني أمس، عن تقدم 14 شركة سعودية وخليجية وعربية، بالإضافة إلى تحالفات سعودية خليجية، وسعودية صينية للمنافسة على رخصة ناقل جوي وطني لتشغيل رحلات داخلية ودولية من مطارات المملكة، بعد أن طرحتها في يونيو الماضي.
وأوضحت الهيئة في بيانٍ لها، أن ملفات الشركات المتقدمة قد تنوعت بين الخبرة الواسعة والمحدودة في مجال الطيران، والقدرة المالية.
وأشار البيان إلى أن الهيئة ستقوم بمراجعة ملفات المتقدمين ودراسة القوائم المالية وتقييمها لتسليم المؤهلين منهم في نهاية الشهر المقبل وثيقة دعوة تقديم العروض، المتضمنة معلومات تفصيلية عن المطارات والمدن والأسواق وحجم الحركة وإجراءات المنافسة، لمساعدتهم في صياغة وإعداد العطاءات التي سيقدمونها.