مسيرة مضيئة وأدوار حاسمة تلك التي باتت المرأة السعودية تلعبها في ميدان الدبلوماسية الإقليمية والعالمية، بداية من تعزيز العلاقات مع الدول مرورا بالمشاركة الفعالة في صناعة القرارات والمساهمة بتشكيل السياسة الخارجية، ووصولا وليس انتهاء، إلى دورها الملموس ضمن الدبلوماسية السعودية في تحقيق السلام والأمن الإقليمي والعالمي.

تلك المسيرة وهذه الأدوار، جاءت بلا شك، من الثقة الدائمة للقيادة في قدرات المرأة السعودية وتمتعها بالمهارات القيادية والتفاوضية المتميزة، التي تجعلها قادرة على المساهمة في تعزيز العلاقات الخارجية للمملكة وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.

وتحل اليوم (الاثنين) ذكرى اليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي، والتي توافق 24 يونيو من كل عام، حيث تحل هذا العام وقد حققت المرأة السعودية نجاحات منقطعة النظير في مجال الدبلوماسية، وذلك بفضل مواصلة القيادة على مر السنوات دعمها اللامحدود لتعزيز تمثيل المرأة في القطاع الدبلوماسي، من خلال توفير بيئة عمل متكافئة وشاملة للمرأة الدبلوماسية، وإزالة كل العوائق والتحديات التي تواجهها، وضمان حصولها على الدعم والتأهيل اللازمين للنجاح في مهامها.

وبدعم ورعاية رئيسية من المملكة العربية السعودية؛ أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الـ76، بالإجماع، يوم 24 يونيو من كل عام يوما عالميا للمرأة في العمل الدبلوماسي. وبموجب ذلك القرار، دعت الجمعية جميع الدول الأعضاء، وكيانات منظومة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية، والمؤسسات الأكاديمية ورابطات الدبلوماسيات إلى الاحتفال بهذا اليوم بأنسب طريقة تراها كل منها، بما في ذلك التثقيف وتوعية الجمهور.

وردا للجميل، واصلت المرأة السعودية إبداعها الكبير والمميز في مجال الدبلوماسية، من خلال إعداد نفسها وتنمية مهاراتها وقدراتها لتبوؤ مناصب دبلوماسية رفيعة المستوى، وتمثيل المملكة في العديد من المحافل الدبلوماسية العالمية خير تمثيل.

لم يكن الدور البارز للمرأة في الدبلوماسية السعودية وليد اللحظة، لكن منذ بدايات تأسيس المملكة والمرأة تلاقي الاهتمام والدعم وتتاح لها فرص التعليم والابتعاث للخارج، وتلقى عناية لا تقل عن تلك التي يلقاها الرجل، وكانت المرأة وما زالت مساهمة فاعلة في مسيرة التنمية وذات دور كبير وأثر بالغ في المجتمع.

غير أن منهجية المملكة في التغير، التي حركتها وبلورتها رؤية 2030 بقيادة ودعم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، كانت المحرك الرئيس لتسريع خطوات التحولات الهيكلية وبنائها بما يخدم إسهام المرأة في العمل الدبلوماسي، وتهيئة البيئة المحيطة بها لتجعلها قادرة على مواكبة التغيرات، واستشراف المستقبل ونجاح المرحلة القادمة تحت راية القيادة الحكيمة.

ولطالما كانت وزارة الخارجية سبّاقة وفي طليعة الجهات الحكومية التي آمنت بقدرات المرأة وتوظيف مهاراتها وتمكينها من تولي المناصب القيادية متى ما أثبتت جدارتها وكفاءتها العملية، فكانت الدبلوماسية السعودية تُعد وتلقي كلمات المملكة في المحافل الدولية، وتشارك في اللجان والاجتماعات الثنائية والمتعددة، وتولت الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية والتعليمية.

وتظل قائمة الشرف الخاصة بمشاركة المرأة في الدبلوماسية السعودية عصية على الحصر نظرا لغزارتها واستمراريتها وتجددها باستمرار، حيث ضمت القائمة 6 سفيرات للمملكة بالخارج، وهن الأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة والذي كان تعيينها من الإنجازات التي حققت خطوة لافتة في مسيرة تمكين المرأة، وآمال يحيى المعلمي سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى النرويج سابقاً والسفيرة في كندا حالياً، وهي ثاني امرأة تمثل المنصب الدبلوماسي لبلدها في تاريخ تمكين المرأة في المملكة.

ومن ضمن القائمة إيناس الشهوان سفيرة المملكة لدى مملكة السويد وجمهورية أيسلندا، وهيفاء الجديع التي عينت كسفيرة ورئيسة لبعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي وإلى الجمعية الأوروبية للطاقة الذرية، ونسرين الشبل سفيرة خادم الحرمين لدى فنلندا، والأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن التي عينت سفيرة للمملكة بإسبانيا أوائل العام الجاري. ولا تزال القائمة مرشحة للتوسع والازدهار.

وعلى صعيد المنظمات الدولية والإقليمية، برز في ذلك المضمار العديد من الدبلوماسيات السعوديات اللاتي شغلن مناصب مرموقة في المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة وفي البعثة الدبلوماسية السعودية لدى الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف.

يضاف إلى تلك الأسماء عشرات الدبلوماسيات في وزارة الخارجية، حيث تتولى إحداهن وكالة وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية العامة، وتشغل البقية مناصب مرموقة في وكالات الوزارة الأخرى، مثل إدارة مكافحة الإرهاب والجريمة، وإدارة التخطيط المالي والميزانية، وإدارة حوار أتباع الأديان والثقافات.