أكد أخصائي طب الطوارئ مطر العتيبي، أن أغلب حالات الوفاة الناتجة عن ارتفاع درجات حرارة الأجواء خلال موسم الحج، وقعت بسبب فقدان أعضاء الجسم للعمل بصورة طبيعية، وبالتالي توقف الوظائف الحيوية للأعضاء الرئيسية ومن ثم حدوث الوفاة المفاجئة.
وقال العتيبي لـ"أخبار24"، إن ضربة الشمس تعرف بأنها ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من ٤٠ درجة مئوية بالتعرض المباشر لأشعة الشمس، وتكون أهم علاماتها جلدا جافا وحارا، ومع عدم التقييد بوسائل الوقاية والسلامة تزيد معدلات حدوث الوفاة جراء فشل نظام الجهاز العصبي والقلبي في المصاب المتعرض لضربة الشمس.
وشدد العتيبي على أن التعرض لدرجات الحرارة العالية دون الوقاية يسبب التأثير على الجهاز العصبي والجهاز القلبي مما يسبب الوفاة، موضحاً أنه من نعم الله سبحانه وتعالى هو أنه وضع بجسم الإنسان مبردات طبيعية مثل التعرق وعند التعرض إلى الحرارة وأشعة الشمس بشكل مباشر تُفقد السوائل ويفشل نظام التبريد بجسم الإنسان مما يسبب تحول الجلد إلى جلد جاف وحار وتأثيره على الدماغ بتشنجات وكذلك عدم انتظام ضربات القلب.
وبحسب ماأعلنته وزارة الداخلية خلال مؤتمرات الحج فإن عدد غير المسجلين لأداء الحج وصل لأكثر من 400 ألف مخالف، وهم من الذين قدموا للمملكة بتأشيرات سياحية بدلا من تأشيرات الحج، إضافة إلى أنها أبعدت ما يزيد عن 250 ألف مخالف.
وذكرت وزارة الصحة أن موسم الحج هذا العام شهد وفاة 1301 شخص، 83% منهم من غير المصرح لهم بالحج، ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس بلا مأوى ولا راحة، بينهم عدد من كبار السن ومصابي الأمراض المزمنة، مؤكدة أنها تعاملت مع أعداد كبيرة من المتأثرين بالإجهاد الحراري هذا العام، بعضهم لا يزال يتلقى الرعاية حتى الآن.
ووفقا لتقارير نشرتها منظمة الصحة العالمية فإن الحرارة تُعد خطرا بيئيا ومهنيا كبيرا، والإجهاد الحراري هو السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن سوء أحوال الطقس ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاعتلالات الكامنة بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والصحّة النفسية والربو، كما يمكن أن يزيد خطورة التعرّض للحوادث وانتقال بعض الأمراض المعدية. وضربة الشمس هي حالة طبية طارئة تسبّب ارتفاعاً في معدّل الوفيات الناجمة عنها.
وتشير تقارير الصحة العالمية إلى أنه عدد المُعرّضين للحرارة الشديدة بسبب تغيّر المناخ يزداد باطّراد في جميع أقاليم العالم، وقد زادت الوفيات الناجمة عن الحرارة بين من تزيد أعمارهم على 65 عاماً بنسبة 85٪ تقريباً في الفترة الواقعة بين عامَيْ 2000-2004 وعامَيْ 2017-2021
وتقول المنظمة إن الدراسات تثبت أن الفترة الواقعة بين عامَي 2000 و2019 شهدت وفاة 489 ألف شخص تقريباً بسبب الحرارة سنوياً، منهم نسبة 45٪ في آسيا و36٪ في أوروبا، وتشير التقديرات إلى أن أوروبا وحدها استأثرت في صيف عام 2022 بنحو 672. 61 وفاة إضافية ناجمة عن الحرارة.
وأكدت المنظمة أن اندلاع موجات الحر الشديدة قد يتسبّب في ارتفاع معدّل الوفيات بشكل حاد، فقد شهدت أوروبا في عام 2003 وفاة 70 ألف شخص بسبب موجة الحر التي اجتاحتها خلال شهرَي يونيو وأغسطس، كما شهد الاتحاد الروسي في عام 2010 وفيات إضافية عددها56 ألف وفاة خلال موجة الحر التي اجتاحت البلد لمدة 44 يوماً.
وتوضح الصحة العالمية أن خطورة التعرّض للحرارة تتشكل بفعل عوامل فسيولوجية، مثل العمر والحالة الصحّية، وعوامل التعرّض مثل المهنة والظروف الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء، ويمكن التنبؤ بالآثار السلبية للحرارة على الصحّة، كما يمكن الوقاية منها إلى حد كبير بفضل اتباع سياسات وتنفيذ تدخلات محدّدة ومتعدّدة القطاعات في مجال الصحّة العامة.