باتت الرياضات والألعاب الإلكترونية إحدى وسائل التعلّم الإلكتروني ووسيلة للوصول إلى حلول سريعة، وانتهج مشروع "صنعة جابر" طريقة لتحويل علم الكيمياء إلى لعبة إلكترونية تعليمية قادرة على دمج التعلم باللعب، وذلك ضمن مشاريع مبادرة "إثراء المحتوى العربي".
المبادرة يقدمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالشراكة مع الصندوق الثقافي، وذلك من منطلق دوره المتمثل في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المختصة بإنتاج محتوى عربي مقروء أو مسموع أو مرئي،وصولًا إلى دعم المحتوى الإبداعي؛ سعيًا منه في نشر المعرفة ودعم المواهب وتعزيز القدرات.
وكشف مدير المشروع المهندس عبدالله الحجي أن فكرة "صنعة جابر" جاءت؛ لتسهيل منهج الكيمياء المخصص للمراحل التعليمية، لا سيما المرحلة الثانوية، حيث ربط بين كيفية تمكين الطلبة عبر لعبة إلكترونية يتداخل بها عناصر من قطع صغيرة قادرة على إيصال المستخدم إلى الرياضة الكيميائية، وهي أحد أنواع الرياضات العملية القائمة على حل المعادلات بأسلوب رقمي مرن، يسهم في فك الرموز وتركيبها وفقًا لمتطلبات الحل اللازمة.
وأضاف الحجي أن المركز عزز من الفكرة بعد دراستها، لا سيما أنها محتوى تعليمي هادف سيبصر النور في العديد من المدارس، بعد أن لاقى استحسان العديد من المختصين في المجال، كما تم منح فرصة لأكثر من 50 طالبًا لتجربة اللعبة، وتبين وجود تفاعل حيوي وقدرة على التعمق بعلوم الكيمياء، وذلك لتحويل تلك العلوم إلى رياضات وتمارين مسليّة سهلة الاستخدام، باعتبار أن الهدف من "صنعة جابر" جعل الكيمياء أكثر تقبّلًا وسهولة، فالرياضات الإلكترونية تسهم في تحويل أي لعبة إلى تحديات مشوّقة، بحسب الحجي.
وتساهم "صنعة جابر" في تنمية المهارات المعرفية عبرتطوير الأداء وطرق التحليل والاستدلال لدى الطلبة، في الوقت الذي ترفع من مستوى قدراتهم الذهنية وتعزز الدافعية لديهم، عبر تسهيل المناهج الصعبة بطرق مبتكرة بعيدة عن التعقيد على أن تصبح أنشطة إلكترونية ذات شغف وحماس عبر منافسة للمشاركين باللعبة، مع الحرص علىتحفيز التعلّم النشط الذي يقلل من التوتروالضغط على الطلبة، ويصب المشروع بكافة عناصره في خدمة العملية التعليمية لتطوير المخرجات داخلها.
وتستهدف المبادرة صنّاع المحتوى للخروج بمنتجات تضاهي المستويات العالمية، بوصفها أكبر مبادرة لدعم صناعة المحتوى العربي، حيث يندرج تحتها ستة مسارات، وهي مسار المحتوى المرئي الذي يدعم المشاريع التي تندرج تحت فئتي "الأفلام الوثائقية" و"الرسوم المتحركة "، ومسار النشر الذي يدعم مشاريع الكتب التي تندرج تحت فئتي "الأدب والكتابة الإبداعية" و"القصص المصوّرة"، ومسار الترجمة الذي يدعم مشاريع ترجمة الكتب من اللغة العربية إلى لغات أخرى والعكس.
ويندرج معها كذلك مسار ألعاب الفيديو الذي يدعم مشاريع ألعاب الفيديو التي يمكن تشغيلها على أي منصة إلكترونية، ومسار الموسيقى الذي يدعم مشاريع الموسيقى التي تعكس الثقافة المحلّية أو العربية، ومسار التدوين الصوتي "البودكاست"، والذي يدعم مشاريع البودكاست التي تنشر محتوى حول أي موضوع متعلق بالثقافة المحلّية أو العربية.