تبادل الرئيس الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب الهجمات بشأن قضايا مثل الإجهاض وطريقة إدارة الاقتصاد والحرب في أوكرانيا وغزة في مناظرتهما الأولى بشأن انتخابات 2024، والتي أتاحت للناخبين فرصة نادرة لرؤية المرشحين الأكبر سنا لانتخابات رئاسية أمريكية جنبا إلى جنب.

وخلال نصف الساعة الأولى من المناظرة التاريخية التي استمرت 90 دقيقة بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا، بدا بايدن مترددا في بعض الأحيان وتعثر في الحديث أكثر من مرة، في حين كان ترامب يشن هجوما تلو الآخر يتضمن العديد من المعلومات المغلوطة المتكررة على غرار الادعاء بأن المهاجرين ينفذون موجة جرائم وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال.

وقال ترامب: إن إدارة الرئيس بايدن هي الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، كما أن التضخم في الوقت الراهن يقتل البلاد، رغم أنه ترك اقتصاداً كان الأفضل في التاريخ رغم جائحة "كورونا".

ورد بايدن على منافسه قائلاً إنه تسلم اقتصاداً منهاراً وترامب أداره بشكل سيئ جداً خلال فترة حكمه، مشيراً إلى أنه يعمل على مواجهة مشاكل الاقتصاد.

وأضاف أن دور ترامب في الحدّ من إمكانيّة الإجهاض "أمر فظيع"، متهماً إياه بـ"المبالغة" و"الكذب" بشأن الهجرة.

وردا على سؤال عمّا إذا كان سيعترف بنتيجة الانتخابات التي سيتواجه فيها مع خصمه الديمقراطي جو بايدن، راوغ ترامب مُجيبا "إذا كانت الانتخابات نزيهة ومنصفة، بالتأكيد".

وبخصوص ما إذا كان بإمكانه القول إنّ العنف السياسي "بأيّ شكل من الأشكال" غير مقبول، أجاب المرشّح الجمهوري: "حسنا، لا ينبغي أن أقول ذلك، لكنني بالطبع أؤمن به، إنه غير مقبول على الإطلاق".

كما دعا ترامب منافسه بايدن، إلى الخضوع لاختبار إدراكي، قائلا إنّه لا يعتقد أنّ منافسه الديمقراطي في السباق إلى البيت الأبيض لعام 2024 قادر على اجتياز اختبار كهذا.

بالمقابل، اتّهم الرئيس الأمريكي سلفه دونالد ترامب بـ"المبالغة" و"الكذب" بشأن أزمة الهجرة في الولايات المتحدة، قائلا له "أنت هو الأحمق، أنت هو الخاسر".

ويتعرض كل من بايدن (81 عاما) وترامب (78 عاما) لضغوط لإظهار تمكنهما من التعامل مع مختلف القضايا وتجنب أي زلات في الحديث بينما يسعيان إلى إحراز نقطة للانطلاق منها والتقدم في سباق تظهر استطلاعات الرأي منذ أشهر أنه متقارب تماما.

وقال اثنان من مسؤولي البيت الأبيض إن بايدن يعاني من نزلة برد، وقبل انطلاق المناظرة لم يتصافح الرجلان اللذان لا يخفيان كراهية كل منهما للآخر.

وركزت الأسئلة الأولى على الاقتصاد، في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي أن الأمريكيين غير راضين عن أداء بايدن على الرغم من نمو الأجور وانخفاض البطالة.

ويكتسب الحدث أهمية إضافية وسط تكثيف المرشحين هجماتهما الشخصية على بعضهما البعض، مع توصل الاستطلاعات الوطنية إلى تقارب كبير في نتائجهما.

وأمضى بايدن أسبوعاً في منتجع كامب ديفيد قرب واشنطن للتدرب وإجراء مناظرات وهمية، وأما استعدادات ترامب فقد ركزت على تجنب التدريبات الرسمية للمناظرات ليشارك في طاولات مستديرة غير رسمية وليحول نقاشاته مع الحشود إلى ورش لإستراتيجيات النقاش.

ويتقدم ترامب بأربع نقاط على الرئيس الحالي بايدن قبل مناظرتهما لحملة 2024، وفق استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع كلية سيينا.