تربط المتاحف الخاصة بمنطقة الحدود الشمالية الجيل الحديث بتاريخ الآباء والأجداد، وتوثق تاريخ المنطقة الحديث، وتحافظ على التراث بأبهى حلة، وتمثل الحقبة التاريخية من خلال القطع التاريخية والتراثية التي استُخدمت بالحياة اليومية للأجداد والآباء.

ويخوض الزائر تجربة ثقافية ومعرفية، يستعيد من خلالها حقبة زمنية لتاريخ المنطقة وحياة الأجداد قديماً، ففي متحف أحمد السلطاني بعرعر توثيق لجزء من تاريخ منطقة الحدود الشمالية، لاقتنائه عدداً من الأواني المنزلية القديمة، من النحاسيات، والدلال القديمة والأباريق وحافظات الطعام، وأسلحة خفيفة، وسيوفا وخناجر، إضافة لعدد من الأدوات المستخدمة في بدايات نشأة المنطقة في زمن التابلاين، وأدوات كان يقتنيها البدو الرحَّل وسكان المنطقة.

وخصص السلطاني جزءاً من منزله لممارسة هواية جمع المقتنيات الأثرية والأدوات الشعبية منذ أكثر من 25 عامًا، جمع خلالها المئات من القطع التراثية التي تختلف في قدمها من قطعة لأخرى.

كما يتوافد على المتحف جمع من المهتمين بالتاريخ والتراث وهواة الآثار من أبناء المنطقة ومن خارجها، في زيارات متواصلة إضافة لطلاب وطالبات المدارس والجامعات، حيث يستمتعون بعرض لـ"القطع التراثية" بطريقة تعايش حقبة زمن تلك الآثار، توحي للزائر بكيفية المكان الذي كانت عليه في السابق، للتعريف بتاريخ المنطقة وتراثها.

وتعتبر زهية العنزي من أولى النساء بالمنطقة التي جمعت العديد من المقتنيات الأثرية والأعمال اليدوية القديمة الخاصة بالمرأة بالحدود الشمالية، كما خصصت مساحة من منزلها لتكون متحفا تراثيا لتعرض تلك المقتنيات، منها غرفة العروس التي تضمنت الحلة والنضيد وفرش الصوف، وغرفة الزينة وبها الكحل القديم، وزيوت الشعر، إضافة لغرفة الزي الشمالي التراثي، والأواني المنزلية القديمة بكافة أنواعها، من النحاسيات، وأدوات المطبخ القديمة، والسدو والنطو، وغيرها.

وتضمن المتحف التطريز والغزل، والخياطة، التي تعلمتها "زهية العنزي" من الجدات والأمهات مما دفعها إلى تأسيس المتحف بهدف المحافظة على التراث، وغرس التراث وقيمته في نفوس الجميع والجيل الجديد بأسلوب مختلف وترسيخ ملامح الهوية الوطنية لدى الأطفال وتعريف الجيل الجديد بالماضي الجميل.

**carousel[9363068,9363063,9363064,9363065,9363066,9363067,9363069]**