تكللت الرحلة الأولى لمركبة الفضاء الأوروبية "آريان 6" بالنجاح، بعد أن وضعت في المدار نحو 10 أقمار اصطناعية صغيرة حملتها إلى الفضاء، في خطوة من شأنها أن تعيد لأوروبا استقلاليتها بالقطاع.

ووصف المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية يوزيف أشباخر، الخطوة بأنها "يوم تاريخي" لوكالة الفضاء الأوروبية ولأوروبا، معرباً عن ارتياحه للمهمة، فيما اعتبر نظيره في المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء فيليب باتيست، أن "أوروبا عادت" بذلك إلى الفضاء.

ويتيح نجاح الإطلاق عودة أوروبا إلى الفضاء بقدراتها الذاتية، لكنّ نتيجة المهمة لم تكن مثالية في نهاية الرحلة، إذ انحرف الصاروخ عن مساره، ولم تنجح إعادة الطبقة العليا إلى الغلاف الجوي، بعدما كان مقرراً أن تسقط في المحيط الهادئ بعيداً عن أي أرض مأهولة.

إلا أن هذا "العيب" الذي شاب المهمة في نهايتها لا يمحو الارتياح الذي يشعر به مسؤولو قطاع الفضاء الأوروبيون إزاء نجاح الهدف الأساسي، وهو القدرة على وضع الأقمار الاصطناعية في المدار.

وسيكون صاروخ آريان 6، الذي بدأ العمل على تطويره عام 2014، قادراً على وضع الأقمار الاصطناعية في مدار ثابت بالنسبة للأرض، على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، شأنه في ذلك شأن آريان 5، فضلاً عن وضع كوكبات في مدار على بعد بضع مئات من الكيلومترات من الأرض.

ولهذه المهمة أهمية استراتيجية بالنسبة لأوروبا في قطاع الفضاء، في ظل المنافسة مع شركة "سبايس إكس" الأمريكية التي تطلق صواريخ "فالكون 9" القابلة لإعادة الاستخدام بمعدل عمليتين أسبوعياً.

فمنذ الرحلة الأخيرة لمركبة آريان 5 قبل عام، لم يعد الأوروبيون قادرين على وضع قمر اصطناعي في المدار بجهودهم الذاتية، فمنذ غزو أوكرانيا، لم يعد بإمكانهم الوصول إلى صواريخ سويوز الروسية، كما سُحب صاروخ فيغا-سي من الخدمة منذ نهاية عام 2022 بعد تعرضه لحادث.

ويتمثل التحدي المقبل في تكثيف المهام بنجاح، مع رحلة أخرى مقررة في نهاية العام، و6 رحلات أخرى مقررة في عام 2025، و8 في العام التالي.