يدرس معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة ولأول مرة تطبيق خدمة «وان - آي تي إس» منصة تكنولوجيا معلومات واتصالات تعمل على خلق تجمع بحثي متعدد التخصصات لم يسبق له مثيل في أنظمة النقل الذكية.
وقال الدكتور محمد الدريبي، الباحث المتخصص في أبحاث الحج والعمرة لـ«الشرق الأوسط»، إن الخدمة المزمع تطبيقها تعتبر نهجا فعالا من حيث التكلفة لخلق كتلة افتراضية رئيسية لإجراء البحوث المتعلقة بأنظمة النقل الذكية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في العاصمة المقدسة.
وقال الدريبي إن خدمة الاتصال الجديدة بالإضافة إلى قيامها بوضع الأسس لزيادة مستوى التعاون بين المعنيين بأنظمة النقل الذكية بحيث يشمل تزامن عمليات الأعمال التجارية، وتقاسم المعرفة، ودعم مجتمع ممارسة بين العناصر البشرية في هذا المجال، فسوف تقوم بإضافة خدمة نوعية للحجاج؛ حيث تتضمن قائمة المعنيين بـ«وان - آي تي إس» الباحثين، والهيئات الحكومية المسؤولة عن صنع القرار، والمشغلين المحليين، وصانعي المركبات، ومزودي خدمة المعلومات السياحية، ووسائل الإعلام، وخدمات الشرطة، والمطافئ، والطوارئ، وكذلك الأفراد المسافرين.
وأشار إلى أن هيئة النقل والمواصلات الكندية تعتبر أن «وان - آي تي إس» تتفق تماما مع توجهاتها الاستراتيجية الوطنية التي تحمل اسم «في الطريق إلى التنقل الذكي» التي تشجع على مشاركة المعنيين والتكامل في مجال تكنولوجيا أنظمة النقل الذكية. واستطرد بالقول: «المفهوم الأساسي الذي يقف وراء (وان - آي تي إس) هو السماح للمعنيين بأنظمة النقل الذكية بممارسة الأعمال التجارية والإلمام بمنطق التطبيقات والأعمال التجارية في نماذج الأعمال التجارية، والتي تتمثل في شكل خدمات أساسية، وتطبيقية ومهماتية، حيث ستقوم هذه الخدمات بدمج بيانات أنظمة النقل الذكية والخدمات التي يقدمها مختلف المعنيين، كما تسمح (وان - آي تي إس) للمعنيين بتحديد المنطق وبناء النماذج والخدمات بطريقة تعاونية، فـ(وان - آي تي إس) تشبه وجهي العملة، حيث إن أحد جوانبها يتعلق بالمنظمات الافتراضية الاجتماعية، بينما يتعلق الجانب الآخر بالتكنولوجيا الخدمية.
وأفاد الدريبي بأن التقنية الجديدة ستقوم فيما يختص بجانب المنظمات الافتراضية الاجتماعية بخلق منظمات «اجتماعيه - تقنية» افتراضية تجمع المعنيين بأنظمة النقل الذكية معا، بحيث تصبح «وان - آي تي إس»، كما نتصورها، بيئة تنطوي على العديد من المعنيين المتوافرين بشكل دينامكي، بالإضافة إلى احتوائها على عدد كبير من مصادر المعلومات غير المتجانسة. ويستطيع المعنيون تحت مظلة هذه المنظمة الافتراضية لـ«وان - آي تي إس» خلق منظمات افتراضية مؤقتة بشكل دينامكي مباشر للشراكات التجارية بين المعنيين المتعددين بحيث تستمر تلك المنظمات الافتراضية فقط للمدة اللازمة للقيام بالأعمال المطلوبة، ثم يتم حلها بعد ذلك. وسيتم إنشاء المنظمات الافتراضية، من خلال ربط عمليات العمل، والمنتجات، والبيانات، وصانعي القرار في مختلف المنظمات من أجل مزامنة ودمج عناصر مشاريع أنظمة النقل الذكية.
ويما يتعلق بجانب التكنولوجيا الخدمية، ذكر الدريبي أنه تكمن قوة «وان - آي تي إس»، في توفير تطبيقات جديدة كنوع من الاستجابة للتغيرات في متطلبات التطبيق بشكل مرن وقابل للتوسع، حيث تقوم الحوسبة الخدمية بتقديم الخدمات التي يتم استخدامها من قبل الآخرين لبناء التطبيقات التي تعالج البيانات وغيرها من الخدمات، وتنبني تطبيقات أعمال أنظمة النقل الذكية على تنفيذ مجموعة من الخدمات، مما يحول تركيز تطوير تطبيقات أنظمة النقل الذكية من تنفيذ الحلول الحسابية إلى اكتشاف الخدمات وتكوينها، حيث يمكن للمعنيين بأنظمة النقل الذكية استبدال إحدى الخدمات بخدمة أخرى تم تطويرها واكتشافها مؤخرا، وستسمح مثل هذه المرونة للمعنيين بأنظمة النقل الذكية بالتعامل مع التغييرات الجوهرية في البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات بسهولة نسبية وبتكلفة منخفضة. والحوسبة الخدمية مرنة بما فيه الكفاية بحيث تسمح للمعنيين بالاستفادة من التطبيقات القائمة بالفعل من خلال تقديمها في شكل خدمات. وأشار الدريبي إلى أن الجمع بين المنظمات الافتراضية والحوسبة الخدمية هو ذروة ما تعد به تكنولوجيا المعلومات من حيث الاستجابة للتغيرات في الاحتياجات من خلال مرونة التطبيق المتكامل، حيث تعتمد «وان - آي تي إس» من أجل تنفيذ هذا على مبادئ الإنتاج التي ثبتت فاعليتها في مجال تكنولوجيا المعلومات، والتي تتمثل بشكل أساسي في «تعاونية الويب 2.0»، و«الشبكات الاجتماعية» و«تقنيات الحوسبة الخدمية»، لدعم المنظمات الافتراضية وبناء مثل هذه البيئة التشاركية والتكاملية، حيث يسمح استخدام البوابات وواجهات الاستخدام المفتوحة للأعضاء من المعنيين بتبادل وتقاسم المعلومات والمعارف والموارد والخبرات والخدمات الخاصة بأنظمة النقل الذكية.