أصبحت جاسمين باوليني، المصنفة السابعة، أول إيطالية تصل إلى نهائي بطولة ويمبلدون للتنس بتغلبها 2-6 و6-4 و7-6 على الكرواتية دونا فيكيتش اليوم الخميس في أطول مباراة بالدور قبل النهائي في فردي لسيدات بنادي عموم إنجلترا.

وكانت مباراة مثيرة ومتقلبة على الملعب الرئيسي إذ بذلت اللاعبتان قصارى جهدهما من أجل مقعد في النهائي لمواجهة باربورا كريتشيكوفا التي تغلبت على إيلينا ريباكينا، التي فازت باللقب في 2022، في مباراة قبل النهائي الأخرى.

وكانت فيكيتش تخوض منافسات قبل النهائي بإحدى البطولات الأربع الكبرى للمرة الأولى في مسيرتها بينما لم يسبق لباوليني الفوز بمباراة على الملاعب العشبية قبل هذا العام.

وفازت اللاعبة الكرواتية البالغ عمرها 28 عاماً بالمجموعة الأولى بسهولة بعدما كسرت إرسال باوليني في الشوط الخامس والسابع بفضل ضرباتها المتنوعة والضربات الساقطة التي لم تجد اللاعبة الإيطالية التعامل معها تحت الشمس الساطعة.

لكن باوليني، بدعم من الجماهير الإيطالية الغفيرة، قدمت أداءً أكثر شراسة في المجموعة الثانية وتقدمت على الشبكة أكثر لتضع فيكيتش تحت الضغط وتمكنت من الفوز بالمجموعة الثانية.

وتبادلت اللاعبتان كسر الإرسال في المجموعة الفاصلة مع زيادة الأخطاء السهلة من اللاعبتين، خاصة فيكيتش التي بدا أن الإرهاق والمشاعر نالا منها بمرور الوقت. وذرفت دموعاً بعدما أنقذت نقطة المباراة الأولى التي سنحت للاعبة الإيطالية.

وحافظت باوليني على شوط إرسالها الذي دام لنحو عشر دقائق وانتهت بفيكيتش باكية على مقعدها في الاستراحة.

وأنقذت اللاعبة الكرواتية نقطة أخرى للمباراة وحافظت على شوط إرسالها لتدفع بالمجموعة إلى شوط فاصل، لكنها بدت متوترة في نهاية المباراة التي ارتكبت فيها 57 خطأ سهلاً وعبرت عن إحباطها للمدربة بام شرايفر الموجودة في المدرجات.

وفي المقابل، بدت باوليني (28 عاماً) مفعمة بالطاقة كما كانت ففي بداية المباراة. وفازت في الشوط الفاصل لتحسم المباراة التي دامت ساعتين و51 دقيقة، وركضت خلالها اللاعبتان لأكثر من 3.5 كيلومتر، لتتأهل إلى النهائي الثاني على التوالي في البطولات الأربع الكبرى بعد فرنسا المفتوحة الشهر الماضي.

وقالت باوليني، التي وصلت إلى قبل النهائي في إيستبورن الشهر الماضي، في مقابلة على جانب الملعب "كانت تلك الشهور الأخيرة جنونية بالنسبة لي. أحاول التركيز على ما يجب فعله داخل الملعب وأحب لعب التنس. الوجود هنا رائع وحلم.

"أعتقد أنها كانت مباراة محتدمة وحاولت تقديم أفضل مستوياتي والآن حان وقت التعافي. أعتقد أنني أحتاج حمام ثلج لأن ساقيّ متعبتان بعض الشيء".

وحطمت هذه المباراة الرقم القياسي لأطول لقاء في قبل نهائي فردي السيدات بالبطولة والذي سجلته مواجهة سيرينا وليامز وإيلينا ديمينتيفا والتي امتدت لساعتين و50 دقيقة في 2009.

* "مجنون"

لم يسبق أن تخطت باوليني الدور الثاني بإحدى البطولات الأربع الكبرى قبل هذا العام. ووصلت إلى الدور الرابع في أستراليا المفتوحة في يناير كانون الثاني الماضي قبل أن تتأهل إلى نهائي بطولة فرنسا المفتوحة وويمبلدون.

وكان ردها بسيطاً على سؤال بشأن رد فعلها لو أخبرها العام الماضي أنها ستتأهل إلى النهائي مرتين في البطولات الأربع الكبرى.

وقالت ضاحكة في مؤتمر صحفي "سأخبره أنه مجنون، نعم... لا تسعفني الكلمات. نعم، أنت مجنون".

لكن يبدو أن تعاونها مع مدرب لياقة بدنية جديد منذ العام الماضي قد آتى بثماره إذ تسير على خطى مواطناتها فرانشيسكا سكيافوني بطلة فرنسا المفتوحة 2010 وفلافيا بينيتا بطلة أمريكا المفتوحة 2015 وسارة إيراني المصنفة الخامسة عالمياً سابقاً، بالوصول إلى المباراة النهائية في إحدى البطولات الأربع الكبرى.

لكن باوليني تهدف إلى كتابة الفصل الخاص بها في كتب التاريخ.

وقالت "إنهن يلهمنني كثيراً. لكن لا أعقد الكثير من المقارنات لأنني أكتب قصتي الخاصة، مسيرتي.

"لكنني أتذكر نهائيات البطولات الكبرى التي وصلنها. أعتقد أنه أمر مهم جداً أيضاً للجيل الصاعد أن يكون هناك أشخاص قادرون على القيام بأمور عظيمة. يظهرون لك أن هذا ممكن. هذا مهم جداً".