أعادت محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، الأذهان إلى محاولات الاغتيال العديدة التي تعرض لها رؤساء أمريكيون على مدى عقود، حيث فقد أربعة منهم حياتهم من خلال عمليات اغتيال، وهم أبراهام لينكولن، وجيمس جارفيلد، وويليام ماكينلي، وجون كينيدي.
وتعرض عدد من رؤساء الولايات المتحدة لمحاولات اغتيال، كان أبرزهم أندرو جاكسون ، الرئيس الأمريكي السابع بالفترة من 1829 إلى 1837، حيث تعرض في يناير 1835 لإطلاق النار من قبل ريتشارد لورانس، وهو رسام عاطل عن العمل، لكن المسدسين لم يطلقا النار. وأصبح لورانس أول شخص يُتهم على الإطلاق بمحاولة اغتيال رئيس أمريكي.
أبراهام لينكولن هو محامي وسياسي أمريكي شغل منصب الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة في الفترة من عام 1861 وحتى اغتياله في عام 1865 بسبب مواقفه المناهضة للعبودية، فبعد أن انفصلت سبع ولايات جنوبي الولايات المتحدة، نتيجة رفضها إلغاء العبودية ، بدأت الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال، واستطاع لينكولن بحنكته إنهاء الحرب واستسلام الولايات الجنوبية وإلغاء الرق، ونتيجة لذلك تسلل ويلكس بوث، أحد المتطرفين العنصريين ضد السود، إلى مسرح فورد في العاصمة واشنطن، إلى المقصورة الرئاسية وأطلق رصاصة على رأسه من الخلف، وأرداه قتيلًا، وقتل بوث بعد 12 يومًا من اغتياله للرئيس لينكولن.
جيمس جارفيلد كان الرئيس العشرين للولايات المتحدة، ولم يجلس على كرسي الرئاسة سوى أربعة أشهر عام 1881، بعد أن اغتاله تشارلز جيتو، وهو رجل غريب الأطوار، طالب بتعيينه سفيرًا للولايات المتحدة في فرنسا لكن طلبه رفض، فقتل الرئيس انتقامًا، وأثناء محاكمة تشارلز جيتو كان يدعي الجنون تارة، ويغني تارة أخرى، إلى أن حكم عليه بالإعدام.
وليام ماكينلي هو سياسي ومحامي أمريكي شغل منصب الرئيس الخامس والعشرين للولايات المتحدة من 4 مارس 1897 حتى اغتياله في سبتمبر 1901، أثناء حفل استقبال في أحد المعارض، على يد ليون كازلجوسر، الذي اقترب منه مغطيًا يده بمنديل، ثم نزع المنديل وأطلق رصاصتين على الرئيس، في صدره وفي بطنه، وتوفي متأثرًا بجراحه، وأُعدم القاتل.
الرئيس الأسبق ثيودور روزفلت، كان مثل ترامب، يحاول استعادة وظيفته القديمة خلال حملة عام 1912، وقد تعرض لإطلاق نار أثناء توجهه لإلقاء خطاب في ميلووكي على يد صاحب حانة، وقال روزفلت لاحقًا إن نسخة مطوية من خطابه المكون من 50 صفحة أبطأت الرصاصة، التي بقيت في جسده لبقية حياته، وألقى الخطاب على الرغم من إطلاق النار عليه.
كما تعرض الرئيس المنتخب فرانكلين د. روزفلت لإطلاق النار من قاتل مأجور في ميامي عام 1933. لكنه لم يصب في حين قتل عمدة شيكاغو أنطون سيرماك. وقد أعدم القاتل بالصعق الكهربائي.
وتعرض هاري ترومان، الذي تولى الرئاسة بعد وفاة روزفلت، لإطلاق النار قبالة البيت الأبيض على يد القوميين البورتوريكيين في عام 1950.
ومن أشهر الحوادث كانت عملية اغتيال جون كينيدي، الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة، وهي رابع حادثة اغتيال ناجحة لرئيس أمريكي، بعد أن أطلق النار عليه لي هارفي أوزوالد، ضابط البحرية الأسبق، أثناء مرور موكبه في أحد شوارع مدينة دالاس في ولاية تكساس في 22 نوفمبر 1963. وما لبث القاتل أن قتل بعد يومين من إلقاء القبض عليه، في حادثة مشابهة لاغتيال الرئيس لينكولن، ليترك لغز الاغتيال بدون حل.
وكاد الرئيس الـ 40 رونالد ريغان، أن يفقد حياته في 30 مارس 1981 حين كان يهم بالخروج من فندق واشنطن هيلتون متجها إلى سيارته الليموزين جيث أطلق عليه جون هينكلي جونيور النار. وأصيب ريغان في صدره لكن الفرق الطبية التي أسعفته أنقذت حياته.
كما استهدفت عدة محاولات اغتيالالرئيس الـ 42 بيل كلينتون خلال فترته الرئاسية، ثلاثة منها في عام 1994، وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" سعى رونالد جين باربور إلى اغتيال الرئيس أثناء ممارسته رياضة المشي، وفي وقت لاحق من السنة نفسها صدم فرانك يوجين كودور طائرته الصغيرة في حديقة البيت الأبيض في محاولة لاغتيال كلينتون، حيث قتل كودور في الحادث، وبعد شهر من هذا الحادث، أطلق فرانسيسكو مارتن دوران عدة طلقات باتجاه حديقة البيت الأبيض، لكن مجموعة من السياح كانوا بالقرب من المكان هجموا عليه وأسقطوه أرضا ومن ثم اعتقلته السلطات.
وفي عام 2001 أثناء ممارسة الرئيس الـ 43 جورج بوش الابن، رياضته في حديقة البيت الأبيض، أطلق الموظف السابق في دائرة خدمات الإيرادات الداخلية IRS روبرت بيكيت والذي كان يعاني أمراضا نفسية عدة طلقات على البيت الأبيض في فبراير 2001 قبل أن يقوم أحد ضباط الحماية بإصابته في الركبة، وفي 2006 وحين كان بوش برفقة الرئيس الجورجي آنذاك ميخائيل ساكاشفيلي أثناء تجمع في العاصمة الجورجية تبليسي، رمى أحد القوميين الجورجيين قنبلة يدوية باتجاه الرئيسين والمسؤولين الآخرين، لكنها لم تنفجر لأن منديلًا أحمر اللون كان ملفوفًا بإحكام حولها، مما منع ذراع الأمان من الانفصال.
وحين كان باراك أوباما مرشحا رئاسيا في 2008 خطط بول شيلسمان ودانيال كاورت لقتل 102 أمريكي من ذوي الأصول الأفريقية.وكان أوباما واحدا من أهداف الاغتيال، لكن الشرطة استطاعت اعتقالهما قبل أن ينفذا خطتهما بوقت طويل. وفي عام 2011 أطلق أوسكار راميرو أورتيغا هيرنانديز النار على البيت الأبيض، لكنه سبب حادثا خلال فراره بالسيارة، واعتقلته الشرطة وزعم هيرنانديز أن أوباما كان ضد المسيح. وحكم عليه بـ27.5 عاما، وفي أبريل 2013 تم اختبار رسالة كانت موجهة إلى أوباما وعثر على سم الريسن فيها. وحكم على مرسل الرسالة جيمس إيفيرت دوتشكي بالسجن 25 عاما.
وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية (السبت) محاولة اغتيال المرشح الرئاسي دونالد ترامب أثناء تواجده على منصة خلال تجمع انتخابي حاشد في ولاية بنسيلفانيا، إذ تعرض لإطلاق نار وأصيب في أذنه اليمنى قبل أن يتم إجلاؤه سريعاً.