بالتزامن مع ذروة موسم جني "الرُطب"، الذي يبدأ منذ الربع الأول من شهر يونيو من كل عام، من خلال (29) ألف مزرعة نخيل بالمنطقة، تشهد سوق التمور المركزية بالمدينة المنورة حراكاً اقتصادياً مميزاً.
تتميز سوق التمور في منطقة المدينة المنورة بتعدد أنواع الرُطب، التي تشتهر بها المدينة المنورة ومحافظاتها، ومنها: الروثانة، والربيعة، والحليّة، والسويداء، والحلوة، ولونة مساعد، وغيرها من أنواع الرُطب المختلفة.
وتسهم درجات الحرارة المرتفعة في التأثير في سرعة نضوج الرُطب، التي تستمر حتى نهاية شهر يوليو، ثم تبدأ بعدها عملية جني التمور والتي تستمر حتى نهاية شهر أغسطس، ليبدأ المزارعون في عرض تمورهم في السوق ومن أشهرها: تمر العجوة، والصفاوي، والعنبر، والمجدول، والبرني، وغيرها من أنواع التمور الأخرى.
ويكثّف فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة المدينة المنورة الأعمال الميدانية والرقابية لمتابعة الحالة التشغيلية لسوق التمور المركزية في المنطقة لضمان توفر الاشتراطات الفنية والصحية، والتأكد من جودة المنتجات المعروضة، للمساهمة في زيادة الصادرات الوطنية من التمور ومنتجاتها، وإبراز قطاع النخيل والتمور.
من جهة أخرى يعمل المزارعون على حماية محاصيلهم من الطيور بسبب هجماتها على عذوق النخيل "القنيّة" ومُفردها "القنو"؛ مما يجبر بعضهم على ابتكار وسائل متنوعة لصد هذه الهجمات وتخفيف أشعة الشمس الحارة للحفاظ على الثمار من السقوط والتلوث، ومن وسائل الحفاظ على الثمار عملية "التكميم" أو "التطفيش" الذي يُستخدم لحفظ محاصيل النخيل.
ويقصد" بالتطفيش" أو التكميم، تغطية العراجين بأغطية تحميها وتصونها من الأحوال الجوية والآفات، ولضمان العقد وتقليل تساقط الثمار والإسراع في عملية نضوجها التي تتم في أوقات مختلفة تِبعاً للهدف من إجرائها، حيث يستمر التطفيش لأكثر من 45 يوماً أو حتى نضوج الثمار وبدء الحصاد.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية للتمور بالمدينة المنورة عبدالله بن عبدالعزيز الردادي، أن فكرة تغطية ثمار النخيل التكميم أو التطفيش معروفة مُنذ القِدم عند مزارعي المدينة المنورة، وهي عبارة عن تغطية آمنة للرطب والتمر في بعض الأصناف مثل: العجوة والصفاوي والعنبرة والمجدول والصقعي حتى تنضج بالكامل وتصبح تمراً، حيث كان في السابق تُستخدم أكياس "الخيش"، أما الآن فقد أنتجت بعض الشركات أغطية بلاستكية شبكيّة ذات ألوان مختلفة حسب نوع الثمرة.
ويُفضل لتمر الصفاوي والعجوة اللون الأخضر لزيادة نسبة الظل عليها حتى يصبح لون الثمرة أكثر سواداً، أما العنبرة والصقعي فيُفضل لها اللون الأبيض الشفاف لأنه لايحتاج إلى زيادة الظل ليبقى لون الثمرة فاتحا وهو اللون المرغوب تسويقياً.
**carousel[9408894,9408895,9408896,9408898,9408899]**