اتفقت المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، على تعزيز التعاون في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وذلك بموجب اتفاقية للتعاون الثنائي بين البلدين.

وحددت الاتفاقية مجالات العمل المشترك بين الطرفين، والتي تشمل علوم الفضاء والأرض، والملاحة الجوية، والمهمات الفضائية، والتعليم، بالإضافة إلى العديد من المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

وجرى توقيع الاتفاقية من الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية الدكتور محمد التميمي عن الجانب السعودي، ومدير وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بيل نيلسون عن جانب الولايات المتحدة.

وسيُجرى تنفيذ البرامج المتفق عليها في مختلف الاستخدامات مثل الرحلات الجوية وحملات المناطيد وتبادل البيانات العلمية والمشاركة في ورش العمل والاجتماعات المشتركة، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى التي تعزز التعاون والتقدم في مجال الفضاء.

وتستهدف بشكل رئيسي تعزيز التعاون السعودي الأمريكي في مجال الفضاء والاستكشاف العلمي، وزيادة الاستثمار المشترك في الأنشطة التجارية المختلفة، وإنشاء إطار قانوني شامل يسهل التعاون بينهما لتبادل الخبرات وتطوير برامج مشتركة.

وتعد الاتفاقية الاستراتيجية تتويجًا للدعم والتمكين الذي يحظى به قطاع الفضاء من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للفضاء -حفظه الله- والجهود الحثيثة المبذولة بين الجانبين لتطوير العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.

ومن المتوقع أن تسهم الاتفاقية في ترسيخ مستقبل التعاون بين البلدين في هذا القطاع الحيوي، كما أنها تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق فوائد محتملة لكليهما، مع تعزيزها لمكانة المملكة بصفتها لاعبًا رئيسًا في المجال الفضائي على المستويين الإقليمي والعالمي.

ويرى رئيس مجلس إدارة وكالة الفضاء السعودية المهندس عبدالله السواحه، أن الاتفاقية تمثل نقطة تحول في رحلة المملكة نحو بناء قطاع فضاء قوي ومزدهر، منوهًا بما تعكسه من التزام المملكة الراسخ بالتقدم والابتكار في مجال الفضاء، وسعيها المستمر لتعزيز مكانتها كونها شريكًا مهمًا على الساحة العالمية للاستكشاف الفضائي والاستكشاف العلمي.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية الدكتور محمد التميمي، أنه سيتم العمل من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، على تحديد المجالات ذات الاهتمام المشترك والسعي إلى تطوير التعاون بين الجانبين، مما يعزز القدرات الوطنية في مجالات الملاحة الجوية واستكشاف الفضاء والتطبيقات الفضائية.

وأشار "التميمي" إلى عزم المملكة اغتنام جميع الفرص المتاحة لتحقيق التقدم العلمي والتقني، وتعزيز دورها كلاعب رئيس في هذا المجال على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وعلى الجانب الآخر، أكد مدير وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بيل نيلسون، أن زيارته للمملكة في وقت سابق من هذا العام، أظهرت له الإمكانات الهائلة للتعاون بين البلدين، لا سيما وأن هذا هو العصر الذهبي للاستكشاف، وهو عصر يعتمد على الشراكة، موضحًا أن هذه الاتفاقية الجديدة تضع الإطار لكيفية العمل والاستكشاف لصالح البشرية.

ويحظى قطاع الفضاء في المملكة باهتمام واسع ودعم وتمكين مقدرين من القيادة الرشيدة، كونه الاقتصاد التريليوني المقبل والقطاع المحفز للابتكار والملهم للأجيال، حيث تتطلع المملكة عبر رؤيتها الطموحة 2030 إلى تدعيم موقعها في عالم الفضاء وصناعة تقنياته.