يُعد الفلفل الحار من المحاصيل ذات الجدوى الاقتصادية العالية على مستوى العالم؛ حيث يُقدر حجم السوق العالمي للفلفل بنحو 1.61 مليار دولار في العام 2024م، ويتوقع أن يصل إلى 2.16 مليار دولار بحلول 2029م.
ويبلغ حجم إنتاج المملكة السنوي من الفلفل 119.7 ألف طن، وتصل نسبة الاكتفاء الذاتي منه إلى 72%، وتتم زراعته في مساحة إجمالية تبلغ نحو 3,167 هكتارًا في مختلف مناطق المملكة، والتي تتصدرها منطقة الرياض بإنتاج سنوي يبلغ 65,796 طناً في محافظة شقراء، ثم تأتي منطقة تبوك بإنتاج يبلغ 10,484 طنًا، ثم منطقة القصيم بإنتاج 9,045 طنًا، ثم المنطقة الشرقية بإنتاج 8,871 طنًا، ومنطقة جازان بإنتاج 7,347 طنًا، بينما يبلغ إنتاج نجران 5,548 طنًا، وإنتاج مكة المكرمة 4,675 طنًا، وإنتاج المدينة المنورة 3,198 طنًا، ومنطقة الباحة 2,331 طنًا، وحائل 1,155 طنًا، وعسير 773 طنًا، والجوف 357 طنًا، والحدود الشمالية 100 طن.
ويستقبل سكان وزوّار محافظة شقراء في منطقة الرياض الأحد المقبل، فعاليات "مهرجان فلفل شقراء الرابع"، حيث يقدّم المهرجان على مدى 10 أيام تجربة فريدة ومبهرة لاستعراض أجود أنواع الفلفل الحار، وذلك في مبنى قاعة بلدية شقراء للاحتفالات والمؤتمرات.
وتشتهر محافظة شقراء بإنتاج الفلفل الحار، الذي يُعرف أيضًا باسم "حبحر شقراء"، حيث تنتج أجود أنواع الفلفل المفضّل في الأسواق السعودية والخليجية، وتستحوذ شقراء على أكثر من 78% من إنتاج المملكة من الفلفل.
ويزرع الفلفل في المملكة، في أبريل وأكتوبر ونوفمبر، وفي البيوت المحمية من آواخر أغسطس وبداية سبتمبر، ويبدأ موعد الحصاد بعد 120 يومًا ويستمر لمدة 3 أشهر، وتتراوح كميات التقاوي بين 150 - 75 جرامًا للدونم، وتحتفظ البذور بحيويتها لمدة تصل إلى 3 سنوات، ويتراوح طوله من 50 - 75 سم، ويُعد الفلفل من المحاصيل الواعدة التي يتم إنتاجها بكميات متفاوتة في مختلف المناطق.
ويتميز فلفل شقراء بطعمه اللذيذ وحرارته اللاذعة؛ مما يجعله الأكثر طلبًا لدى المستهلكين، كما يُعد من المحاصيل ذات الجدوى الاقتصادية العالية، وتتم زراعته في الحقول المكشوفة، وداخل البيوت المحمية، من خلال تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة؛ التي تمكّن المزارع من الحصول على أفضل إنتاج ممكن؛ كمًّا ونوعًا، وتحقيق أفضل عائد اقتصادي.
ويسعى "مهرجان فلفل شقراء الرابع"، الذي يقام برعاية من أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، إلى تمكين المزارعين من تسويق منتجاتهم، وتوعية المنتجين وإرشادهم حول الممارسات الصحية لإنتاج محصول ذي جودة عالية، إلى جانب إيجاد فرص وظيفية موسمية، كما يستعرض أبرز الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية المرتبطة بالفلفل.
وتتضمن فعاليات المهرجان العديد من البرامج والفعاليات والأنشطة المتنوعة لتسويق منتجات المزارعين، إضافة إلى ندوات ومحاضرات يقدمها نخبة من المختصين في المجال الزراعي، كما تُقام مسابقات لاختيار أفضل مزرعة فلفل نموذجية، وأفضل منتج، إلى جانب اختيار الفلفل الأكبر حجمًا.
يُشار إلى أن "مهرجان فلفل شقراء الرابع"، يُقام في مبنى قاعة بلدية شقراء للاحتفالات والمؤتمرات، وتستمر فعالياته خلال الفترة من 28 يوليو حتى 06 أغسطس 2024م، بمشاركة واسعة لمزارعي ومنتجي الفلفل بالمحافظة.
ويتمتع الفلفل بالعديد من الفوائد الصحية، حيث يمد الجسم بالفيتامينات الضرورية، ويساعد في القضاء على السرطان، ويحرق الدهون ويخفض مستوى الكوليسترول، ويخفض مستويات السكر في الدم، ويساعد في القضاء على البكتريا الضارة، وتناوله في مواسم إنتاجه يحقق أقصى فائدة غذائية وصحية.
ويدخل الفلفل الحار في العديد من الاستخدامات، التي تزيد من قيمته الاقتصادية وتسهّل تسويقه، وذلك من خلال العديد من الصناعات التحويلية في عدة مجالات، منها، الأطعمة؛ حيث يستخدم في إنتاج الوجبات الخفيفة الحراقة المختلفة، كما يُعد أحد أهم التوابل الرئيسية في إعداد الوجبات التقليدية والسريعة في معظم دول العالم، وفي مجال الطب، يستخدم الكابسيسين الموجود في الفلفل الحار في صناعة المراهم لعلاج الآلام الموضعية، وفي الرقع الجلدية كمسكن موضعي للألم، إضافة إلى ذلك، تتعدى استخدامات الفلفل الحار هذه المجالات، وتدخل في مجال الأمن؛ حيث يستخدم في صناعة المهيّجات الكيميائية التي تستخدم للدواعي الأمنية، كما يتم استخدام الكابسيسين في صناعة رذاذ الفلفل المستخدم في الغاز المسيل للدموع.