تسجيل منطقة الفاو الأثرية ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، يعيد الأذهان إلى مكتشف القرية عالم الآثار السعودي الدكتور عبد الرحمن الأنصاري.
ولا يُذكر علم الآثار في المملكة إلا واقترن معه اسم الأنصاري، الذي حفر بمعوله وإزميله العديد من الإنجازات الأثرية في ذاكرة الجبال، فهو أحد رواد الآثار في المملكة، وأول من بدأ التنقيب في قرية الفاو الأثرية عاصمة مملكة كندة الأولى بنجد.
ساهم عالم الآثار الراحل بشكل كبير في تطوير الدراسات الأثرية في المملكة، حيث وضع أسس علم الآثار في جامعة الملك سعود، وأشرف على أعمال التنقيب في منطقة الفاو الأثرية لأكثر من عقدين، وحاز على جائزة الأمير سلمان للريادة في تاريخ الجزيرة العربية عام 2005، ووسام الملك خالد من الدرجة الأولى عام 2020 لجهوده المتميزة في أعمال التنقيب عن الآثار والتراث.
تخرج الدكتور الأنصاري في قسم اللغة العربية بكلية آداب جامعة القاهرة عام 1960، ودفعه تأليفه لكتاب عن حياة أبي الطيب المتنبي للالتحاق بقسم الدراسات السامية بكلية الآداب بجامعة ليدز بإنجلترا، ومنها حصل على شهادة الدكتوراه في 1966، حيث أنشأ جمعية التاريخ والآثار في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود في الرياض في 1966، واختير أول عميد سعودي للكلية في 1971.
وتوفي الدكتور الأنصاري في السادس من مارس عام 2023 عن عمر ناهز 87 عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث وورى جثمانه الثرى بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة التي شهدت عام 1935 مولد واحد من أبرز المؤرخين وعلماء الآثار في شبه الجزيرة العربية.
وتروي منطقة الفاو الأثرية، التي أصبحت ثامن موقع تراث ثقافي ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، قصة 3 حضارات متعاقبة لاكتشاف آثار تعود لفترة ما قبل التاريخ بها، وشواهد على وجود طرق تجارية ربطت الجزيرة العربية بالحضارات المجاورة، فضلاً عن اكتشاف استيطان بشري يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد.
وتمتلك السعودية 8 مواقع تراثية سُجلت بقائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهي موقع الحجر الأثري عام 2008، وحي الطريف بالدرعية التاريخية عام 2010، ومنطقة جدة التاريخية عام 2014، ومواقع الفنون الصخرية بمنطقة حائل عام 2015، وواحة الأحساء عام 2018، ومنطقة حمى الثقافية عام 2021، ومحمية عروق بني معارض عام 2023، وآخرها منطقة الفاو الأثرية العام الجاري.