تبادل المرشحان الرئاسيان دونالد ترامب وكامالا هاريس الانتقادات "اللاذعة" مع بدء احتدام المنافسة بينهما، حيث دخل السباق نحو البيت الأبيض مرحلة مفصلية، مع تبقي 100 يوم على انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجرى في الخامس من نوفمبر المقبل.

وقالت هاريس (59 عامًا)، في كلمة لها في فعالية خاصة لجمع التبرعات شارك فيها المغني وكاتب الأغاني جيمس تايلور في بيتسفيلد بولاية ماساتشوستس، إن الكثير مما يقوله ترامب والسيناتور الجمهوري جيه دي فانس المرشح على منصب نائب الرئيس "غريب تماما"، بينما وصفت حملة هاريس ترامب بأنه "عجوز وغريب للغاية" بعد ظهوره على قناة "فوكس نيوز" الخميس الماضي.

ومثلما فعلت خلال سلسلة من فعاليات الحملة الانتخابية خلال الأيام القليلة الماضية، قارنت هاريس مرة أخرى بين سجلها كمدعية عامة وسجل ترامب كمجرم مدان، وقالت إن مسعاها يتعلق بالمستقبل بينما يريد ترامب إعادة البلاد إلى "الماضي المظلم". 

واستغل ترامب وجوده في تجمع حاشد في سانت كلاود بولاية مينيسوتا، للرد على هاريس بكلمات لاذعة، قائلاً بحسب وكالة "رويترز": "إذا تمكنت ليبرالية مجنونة مثل كاملا هاريس من الوصول إلى السلطة، فإن الحلم الأمريكي سيموت"، مضيفا أن هاريس "أسوأ" من بايدن.

ووصف الرئيس الأمريكي السابق، البالغ من العمر 78 عامًا، قرار بايدن بالتخلي عن مسعاه الرئاسي بأنه "انقلاب" دبره الحزب الديموقراطي.

وعلى الرغم من أن ولاية مينيسوتا لم تختر مرشحاً رئاسياً من الحزب الجمهوري منذ 52 عاماً، إلا أن حملة ترامب تعتقد على نحو متزايد أن بالإمكان الفوز بأصوات الولاية، بعد تراجع التأييد لبايدن في أعقاب أدائه الكارثي في المناظرة التي جرت في 27 يونيو الماضي.

وأعطى ترشيح هاريس للسباق نحو البيت الأبيض بدلا من بايدن، زخماً ودفعة قوية لحملة الحزب الديموقراطي، التي تعثرت بشدة وسط شكوك الديموقراطيين بشأن احتمالات فوز بايدن على ترامب، أو قدرته على الاستمرار في الحكم إذا قُدّر له النجاح.

وتشير سلسلة من استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى أن هاريس تضيق الفارق مع ترامب، بل وتفوقت عليه في بعض هذه الاستطلاعات، رغم مرور أيام قليلة فقط على ترشحها. لكن المرشحة الديموقراطية المحتملة رفضت خلال التجمع الانتخابي الأخير وصف نفسها بأنها "المرشحة للفوز".

وجمعت هاريس، أول امرأة سوداء وأول أمريكية آسيوية تشغل منصب نائب الرئيس، أكثر من 100 مليون دولار في غضون 36 ساعة بعد أن قرر بايدن عدم خوض السباق. وقالت حملتها إن حملة جمع التبرعات جمعت أمس (السبت) أكثر من 1.4 مليون دولار من نحو 800 مشارك.

وستتجه الأنظار نحو المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي في 19 أغسطس المقبل، والذي يُتوقع أن يتوّج هاريس رسمياً مرشحة للحزب، بعدما بدأت في الأيام الماضية حملتها بالحصول على دعم مندوبين وشخصيات نافذة في الحزب، إضافة الى تبرعات مالية سخية.