دعا وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، المستثمرين والشركات التشيلية، للاستثمار في الفرص النوعية التي يوفرها قطاعا الصناعة والتعدين، والاستفادة من الممكنات والحوافز التي تقدمها المملكة، مشيرًا إلى زيادة موارد المملكة المعدنية من 1.3 تريليون دولار إلى 2.5 تريليون دولار بحلول يناير 2024.
وأكد "الخريف"، خلال مشاركته في اجتماع الطاولة المستديرة، الذي نظمته الوزارة بالتعاون مع اتحاد الصناعة في تشيلي، أن الاستراتيجية الوطنية للصناعة تركز على تطوير 12 قطاعًا صناعيًا، وتوطين صناعات واعدة، بينها الأدوية والأغذية، كما تسعى لاستكشاف مختلف القطاعات الصناعية، وتعظيم استخدام المواد الخام، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والمواد الكيميائية والمعادن، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمملكة في وصول منتجاتها إلى العالم.
وأضاف أن هناك زيادة نسبتها 90% في الموارد المعدنية، مرجعًا ذلك إلى استثمارات الحكومة في المسح الجيولوجي والاستكشاف، فضلًا عن مساهمات القطاع الخاص، مشيراً إلى قوة قطاع التعدين في المملكة، وامتلاكها ثروة معدنية مهمة للعالم، كما نوه بالنقلة النوعية التي يشهدها القطاع التعديني، مؤكدًا وجود توازن كبير بين تحقيق الأهداف الاقتصادية والالتزام بالمعايير البيئية.
ولفت إلى أن المملكة تسعى من خلال رؤية 2030 إلى تنويع مصادر الدخل، ويأتي قطاع التعدين بين هذه المصادر، وذلك من خطة تهدف لتطويره واستغلال موارده الطبيعية على نحو فعال، مؤكدًا أن القطاع يعد صناعة صعبة تتطلب تدخلًا كبيرًا من جانب الحكومة لضمان تصرف شركات التعدين والمستثمرين بشكل مسؤول تجاه البيئة والاقتصاد.
وكان وزير الصناعة والثروة المعدنية أكد، أمس (الاثنين)، خلال زيارته لتشيلي، أن شركة منارة المعادن السعودية تبحث فرص الاستثمار في إنتاج الليثيوم بالبلد اللاتيني.
وقال إن المملكة تعمل على تأمين الحصول على الليثيوم ومعادن أخرى، في إطار هدفها للتحول إلى مركز لتصنيع البطاريات والمركبات الكهربائية؛ إذ تسعى إلى تنويع موارد اقتصادها بعيداً عن النفط، وتابع بحسب وكالة "رويترز" قائلاً: إن الشركة مهتمة بتشيلي، ثاني أكبر منتج في العالم للمعدن المستخدم في صناعة البطاريات.
وأوضح: "أعتقد أننا يمكن أن نرى شيئاً يحدث مع منارة فيما يتعلق بالأصول التشيلية هنا. هذا منطقي للغاية"، مضيفاً أنه لمس "التزاماً كبيراً" من الحكومة التشيلية بالمساعدة على تأمين الاستثمار.
وأشار إلى أنه ليس لديه تفاصيل عن مناقشات جارية. وتبحث شركة التعدين المملوكة للدولة في تشيلي "كوديلكو" حالياً عن شريك لمشروع كبير لليثيوم في منطقة ماريكونجا الملحية، وأتاحت الحكومة مؤخراً عدداً من مستودعات الليثيوم الأخرى للاستثمار الخاص.
وشارك الخريف والرئيس التنفيذي لشركة منارة، بيير تشينارد، في اجتماعات يوم الاثنين مع وزارة التعدين في تشيلي شاركت فيها كوديلكو، ومن المقرر أن يلتقي الخريف أيضاً رئيس مجلس إدارة كوديلكو ماكسيمو باتشيكو، اليوم (الثلاثاء)، بالإضافة إلى شركات التعدين "إس.كيو.إم"، و"أنتوفاجاستا"، و"سي.إيه.بي".
وأضاف الخريف أن السعودية مهتمة بتأمين إمدادات الليثيوم بسرعة، منها إمدادات من تشيلي؛ إذ تهدف إلى إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية محلياً. وقال: "لدينا قيادة طموحة للغاية. نحن جادون في الحصول عليها الآن... في أقرب وقت ممكن".
وذكرت وزارة التعدين في تشيلي أن الخريف ناقش خلال اجتماع مع نظيرته التشيلية أورورا ويليامز، سلسلة توريد المعادن وقضايا إمدادات المياه والليثيوم.
وقالت الوزارة، في بيان، إن الخريف اقترح أيضاً إنشاء مجموعة بين الحكومتين لاستكشاف سبل التعاون المحتمل.
وبدأ وزير الصناعة والثروة المعدينة زيارة رسمية إلى جمهورية تشيلي، لبحث تعزيز التعاون في الصناعة والتعدين، وفرص نقل أحدث التقنيات المبتكرة في القطاعين، كما يطّلع على التجربة التشيلية في إنتاج معدن الليثيوم وتصنيع الطائرات، وذلك برفقة نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر وقادة من منظومة الصناعة والتعدين.
وبلغ حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى تشيلي 700 مليون ريال خلال عام 2023م، ومن أهمها المعادن ومصنوعاتها، واللدائن والمطاط والكيماويات والبوليمرات، فيما بلغ إجمالي واردات المملكة من تشيلي 500 مليون ريال، أهمها المنتجات الزراعية والغذائية والخشب.
وتأتي زيارة وزير الصناعة والثروة المعدنيةلتشيلي، بعد اختتامه أمس زيارة مهمة إلى البرازيل، ترأّس خلالها وفد منظومة الصناعة والتعدين؛ بهدف تعزيز الاستثمارات المشتركة والتنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي، وخاصة في قطاعي الصناعة والتعدين.
**carousel[9412381,9412383,9412384,9412385,9412386]**