أشاد أمير منطقة تبوك، الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، بالموقف الإنساني النبيل للمواطن متعب المازني، الذي قام بإنفاذ وصية ابنه المتوفى دماغياً بالتبرع بأعضائه لإنقاذ حياة عدد من المرضى الذين عزم على التبرع لهم قبل وفاته.
واستقبل أمير تبوك، "المازني" مساء أمس (الاثنين) بالقصر الحكومي، ضمن لقائه الأسبوعي، حيث أكد الأمير فهد بن سلطان، للمازني أن ما أوصى به ابنه وتنفيذه للوصية هو مثال يحتذى به فقد تم إنقاذ حياة 4 مواطنين، واصفًا هذا العمل بأنه عمل عظيم، ومن أسمى معاني الوفاء الإنساني التي يتصف بها المواطن السعودي، وعمل نفاخر به بالمنطقة، سائلاً الله عز وجل أن يرحم ابنه ويسكنه فسيح جناته ويجزل لهم المثوبة والأجر.
وحول قصة تبرع الشاب تركي بأعضائه، قال والده متعب المازني، إن ابنه كان قبل وفاته ينوي التبرع بكليته لوجه الله لإحدى المريضات في تبوك، كما أنه سجل تبرعه بجميع أعضائه في حال وفاته.
وذكر المازني في مقطع مرئي، نشر على حساب "المركز السعودي لزراعة الأعضاء" في منصة "إكس"، أن ابنه تركي في أحد الأيام رفض السفر معهم لأنه يريد فعل أمر ما ويجعله بينه وبين الله ولا يخبر به أحدا، ويضيف والده أنه أصر عليه لإخباره بهذا الأمر وبعد 3 أيام من إصراره أخبره أنه يرغب بالتبرع بكليته لوجه الله لمريضة تعاني الفشل الكلوي منذ 7 سنوات في تبوك.
وأضاف المازني: "شجعت ابني على ذلك الأمر، طالما يريد عمل الخير لوجه الله تعالى، وتركي مبينا أبلغه بعد ذلك أنه سجل تبرعه بأعضائه كلها في حال وفاته وذلك من خلال تطبيق توكلنا".
وتابع أن تركي خرج من المنزل سليما معافى، وفي وقت لاحق ورده اتصال للحضور للمستشفى وعندما ذهب وجد ابنه جثة هامدة، فأخبره الأطباء أن قلبه توقف 30 دقيقة وتم إنعاشه لمدة 15 دقيقة إلا أن أوضاعه كانت تسوء دون تحسن وتوفي دماغيا، ثم ورده اتصال من الرياض لسؤاله عن موافقته للتبرع بأعضاء ابنه فأجابهم بالموافقة، وأبلغهم أن الأولوية تكون للفتاة في تبوك التي تعاني الفشل الكلوي.
واعتبر المازني أن ما قام به ابنه عمل نبيل أنقذ به حياة عدة أشخاص حيث تم زرع الكلية للفتاة في تبوك، والكبد والبنكرياس لشخصين بالرياض، سائلا الله أن يرحمه رحمة واسعة وأن يسكنه الجنة.
يُذكر أن قرار التبرع بالأعضاء صدر بمرسوم ملكي في سنة 1442هـ، لإنهاء معاناة المئات من المرضى ومنحهم الأمل من جديد، من خلال متبرعين على قيد الحياة أو متوفين.