تمتلك شبكة تواصل أرضية وفضائية منذ ٢٧ عاما، تستقبل مكالمات من كل حدب وصوب، تدون الأسماء والأرقام في فهرسها، تسعى إلى التوفيق بين رأسين بالحلال، وتبحث لهم عن بنات لغرض الزواج وإكمال نصف دينهم، تجول بين حفلات الزواجات، تشاهد الفتيات وتسأل عن والداتهن وتدون أرقامهن، لا تؤيد زواج المسيار، أم فهد خطّابة عُرفت على مستوى الخليج، وتشعر بالإنجاز حينما تتسلم أجرتها بعد انتهاء الملكة، تتراوح بين خمسة آلاف و١٥٠ ألفا، وأيضا سيارة.

تدربت الخطابة أم فهد، من خلال مجاورتها لقريبتها التي تشتغل في نفس المهنة، وأول نجاح حققته زواج رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقالت: "شعرت بالسعادة حينما علمت بإتمام عقد القران، وربما أصبح هذا الأمر فاتحة خير على مسيرتي في هذه المهنة".

تستقبل أم فهد الاتصالات منذ عقدين ونيف، على مدار اليوم من الرجال والنساء، عبر الهاتف الأرضي، والآن عبر الأجهزة المحمولة، إضافة إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي، تدون الأسماء والأرقام، ثم تقوم بالبحث بين أوراقها وفهرسها، عن الأسماء وبعض المعلومات التي تتوافق بين شخصين مؤهلين ليصبحا زوجين، حتى تصل إلى ما تسعى إليه.

تقول الخطّابة إن هناك طلبات يختارها الرجل للبحث عن شريكة حياته، تتلخص في الطول والوزن والعمر والوظيفة، ثم تبدأ عملية البحث عن هذه المواصفات أو بعض منها، وكلما زادت الطلبات، زادت عملية البحث عن الفتاة.

وأضافت: "هناك أسئلة من بعض السيدات عن الرجل، هل هو صالح ومؤهل للزواج أو لا؟ وحيث إنني لا أملك الجواب الكافي، فإنني أحيلهن للسؤال عنه في مقر عمله أو مسجد الحي الذي يسكن فيه".

وحول شرح آلية التواصل مع والدة أي فتاة مؤهلة للزواج، قالت أم فهد الخطّابة: "أتصل على ربة الأسرة، وأعرفها بكنيتي ومهنتي، وأسألها عن فتاة لديهم، وأن هناك رجلا يبحث عن الزواج، فإذا رحّبت ربة الأسرة، واصلنا بقية الإجراءات، وإذا رفضت، أبلغها بأن تنسى الاتصال وفحواه".

وأضافت: "أعرف مهر الزواجات التي أقوم بها، يبدأ من ٢٠ ألف ريال، ويصل إلى ١.٥ مليون ريال، ونصيبي من إتمام الزواج خمسة آلاف ريال، أما كبار الشخصيات فلا أشترط عليهم، لكن عطاياهم مختلفة، بعضهم دفع لي ١٥٠ ألف ريال، وآخر قدم لي سيارة".

وعن أغرب موقف حصل لها طوال مسيرتها في مهنة الخطّابة، قالت أم فهد: "تواصل معي أحد الرجال، طلب الزواج وأبلغني أن بذمته زوجة واحدة، ويبحث عن الثانية، وبحثت له، وأنهينا الموضوع بعقد قرانه على فتاة، واكتشف الأمر أن الزوجة الأولى هي صديقة لزوجته الثانية، وكُشف أمرهما حينما سمعت صوته أثناء زيارة الأولى لمنزل الزوجة الثانية".

تكشف أم فهد بعض الملاحظات من الرجال، في جديتهم أو عدمها، عبر الحديث معهم سواء خلال الاتصال أو زيارتهم لمنزلها، وقالت: "هناك من يتصل بي من الرجال، وآخرون يقصدون منزلي من كبار الشخصيات والتجار، وأستطيع أن أعرف من حديثهم إن كانوا صادقين".

وأضافت: "أقيّم الرجال من طريقة كلامهم وأسلوبهم، وأكشف خداع بعضهم، وليس كل من لبس شماغا أو عقالا قال أنا رجال".

وحول ما يسمى بزواج المسيار، قالت الخطّابة أم فهد: "لا أتعامل مع كل من يطلب زواج المسيار، ولا أؤيد مثل هذه الزيجة، كون أكبر المتضررين من هذا الزواج هم الأطفال، ويصبحون الضحايا".