بدا المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ومالك منصة إكس إيلون ماسك شبه متوافقين تماماً، خلال البث المباشر الذي استضاف فيه ماسك الرئيس السابق وتابعه أكثر من مليون مستخدم، لاسيما حول قضايا الهجرة وترشح هاريس وصحة بايدن واحتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وبدأت المقابلة بعد تأخير امتد لـ40 دقيقة؛ بسبب مشكلات فنية عزاها ماسك إلى هجوم إلكتروني ضخم لحجب الخدمة، من خلال إغراق خوادم الشركة بهدف تعطيلها.
وأعلن ماسك تأييده لترامب بعد محاولة الاغتيال التي نجا منها الأخير الشهر الماضي.. وقال عند انطلاق المقابلة: "هذا الهجوم الضخم يُظهر أن هناك معارضة كبيرة لمجرد أن يستمع الناس إلى ما يقوله الرئيس ترامب".
ووصفت وكالة الصحافة الفرنسية المقابلة بأنها دردشة في مقهى، حيث "تبادل الرجلان الثريان على مدى ساعتين الحديث على غرار رفيقين يدردشان في مقهى، من غير أن يبديا أي تعارض في آرائهما".
وشكك ترامب في شرعية ترشيح منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، في وقت يجد صعوبة في التصدي لموجة الحماسة العارمة التي أثارتها هاريس منذ دخولها الحملة.
وأهان الرئيس الأمريكي السابق هاريس عدة مرات، ووصفها بأنها "من الدرجة الثالثة" و"غير كفؤة" و"مجنونة يسارية متطرفة". واتفق معه ماسك ووصف منافسة ترامب في السباق إلى البيت الأبيض بأنها مرشحة "اليسار المتطرف".
ووصف الرئيس السابق البالغ 78 عاما سحب بايدن ترشيحه لولاية ثانية على خلفية مخاوف حول وضعه الصحي، بأنه كان "انقلابا".
وجدد ترامب خلال المقابلة تعهده بأكبر عملية ترحيل للمهاجرين في تاريخ الولايات المتحدة، مردّدا ادّعاءه بأن تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة في عهد بايدن تسبب بزيادة الجرائم. ووافقه صاحب شركتي "تيسلا" و"سبايس إكس" الرأي قائلا: "لدينا أشخاص يتدفقون وكأنها ... نهاية العالم بأيدي الزومبي"، مشبها الوضع على الحدود الأمريكية بفيلم "وورلد وور زد".
ورغم موقفهما المتناقض من قضايا البيئة وتغير المناخ، إلا أنهما بديا متقاربين للغاية بهذا الخصوص، فبينما سخر ترامب من التغير المناخي، واعتبر أن ارتفاع مستوى المحيطات سيؤدي إلى "المزيد من الأملاك على الشاطئ"، غير أن ذلك لم يمنعه من الإشادة بسيارات تيسلا الكهربائية "الرائعة" التي تنتجها شركة ماسك.
وأيده ماسك الرأي قائلاً: "ليس الوضع وكأن المنزل يشتعل على الفور"، مهنئا ترامب على "تغريداته الأسطورية".
واغتنم ترامب المقابلة ليشيد بعلاقاته مع عدد من القادة، أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وأكد أنه في حال عودته إلى الرئاسة، ستكون الولايات المتحدة أكثر أماناً، فيما يبدو وكأنه رد على تصريح بايدن بأن ترامب خطر على أمن الولايات المتحدة.
وخلال المقابلة، قال دونالد ترمب إنه ووفقا للمعطيات والأحداث الجارية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا وأيضا في الشرق الأوسط، فإن العالم يتجه نحو حرب عالمية ثالثة، وإن الإدارة الأميركية الحالية هي من سمح بذلك التدهور.
وأضاف: "أحد الأمور التي سنقوم بها هو أننا سنبني قبّة حديدية"، في إشارة إلى نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي. وأجابه ماسك "أعتقد أن الناس لا يدركون حجم مخاطر حرب عالمية ثالثة".
وبدا الملياردير الأمريكي وأحد أغنى أثرياء العالم وكأنه يروج لتوليه منصبا في إدارة مقبلة برئاسة ترامب، شارحاً أنه يود المشاركة في لجنة "تتثبت من أن أموال دافعي الضرائب تُنفق بصورة نزيهة".
وأيد ترامب مثل هذا الاحتمال وهنأ ماسك على التسريحات الجماعية التي قام بها داخل منصة إكس عندما تسلمها. وأشاد به قائلا له: "إنك أفضل من يمكنه خفض التكاليف".
وقبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل، ختم ماسك المقابلة محذرا من التحديات المطروحة فيها. وقال لترامب: "أعتقد أننا عند منعطف في مصير الحضارة، وأعتقد أن علينا سلوك الطريق الصحيح". مضيفا: "أعتقد أنك الطريق الصحيح".