يرتبط الصيف في اليابان بالمتوفين؛ إذ يُقال إن أرواح الأجداد تعود إلى منازلهم، بمناسبة عيد أوبون الذي يُحتفل به في منتصف أغسطس.

وتعتبر المنازل المسكونة فعالية ملائمة في موسم الصيف الخانق باليابان، حيث تعتبر نوبة الرعب المخيفة طريقة جيدة للتبريد، وفي معتقدهم أن الخوف يبرّد الكبد؛ لذا فإن الصيف يجلب معه منازل مسكونة وقصص أشباح ودراما مخيفة ودرجات حرارة مرتفعة.

في متنزه نامجاتاون الترفيهي في طوكيو، تتقدم الأشباح بالتشنُّج نحو الزوار مُرتدية الكيمونو، عيونها حمراء من الألم، وهي تتجول بترنُّح وتئنّ كالموتى الأحياء، والشعور بالذعر بمثابة تقليد صيفي في الدول الآسيوية.

وقالت إحدى الزائرات للمنزل المسكون، إنها جاءت للانتعاش، وتصببت عرقاً بارداً بعد شعورها بالخوف ولم تدرك ذلك، فيما التزمت صديقتها الصمت بعد خروجها منهكة من منزل الرعب المسكون.

وشهدت العاصمة اليابانية طوكيو في يوليو الماضي، موجة حر شديدة فاقمت التغير المناخي، تُوفي فيها 123 شخصاً بسبب ضربات الشمس؛ مما استلزم تسيير عدد قياسي من سيارات الإسعاف بحسب ما أفادت به السلطات المحلية، إذ كانت الحرارة خلاله أعلى من المتوسط بمقدار 2,16 درجة مئوية.

ويستغل الكثير من القصور اليابانية المسكونة سمعتها كمكان منعش لـ"تبريد الكبد"، من خلال التسويق لنفسها بشعارات على غرار "رعشة تزيل حرارة الصيف".

وقد يكون نجاح هذه المؤسسات عائداً إلى تقليد مسرح الكابوكي، بحسب هيروفومي غومي الذي عمل لمدة ثلاثة عقود كمنتج لهذا النوع من التجارب المخيفة.

ووفقاً للتقاليد، كانت مسارح الكابوكي قبل قرون عدة تجد صعوبة في جذب المشاهدين في الصيف؛ إذ كان هؤلاء يأنفون التكدس في داخلها بسبب الحرارة. لكن الوضع تغير عندما ترك الممثلون المشاعر الإنسانية جانباً ليصوروا مشاهد الرعب، تجمع بين المفاجآت والحيل كما في البيوت المسكونة المعاصرة.

ولاحظ غومي أن الجمهور الذي كان يعاني في الحرّ كان يستطيع تحمّل المؤثرات البصرية المبهرة والقصص الجذابة عن الأرواح أكثر من التفاصيل الدقيقة لقصص الحياة. وبالتالي، في رأيه "لا يقتصر الأمر على أن المنازل المسكونة تنعش" الزوار، بل "تجعلهم ينسون الحرارة لبعض الوقت".

وأكد المنظمون في قصر نامجاتاون المسكون الذي تتمثل فكرته في كونه مكاناً مهجوراً مليئاً بالأرواح، أنهم واثقون من الحيل المخيفة التي صمموها، ويعتقدون أن شعور الزوار بالخوف أو البرد حتى الكبد يساعدهم بالشعور بالانتعاش الصيفي.