استضافت الرياض الحوار الاستراتيجي الأول بين المملكة ومنظمة الصحة العالمية، برئاسة وزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وبمشاركة مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم، بحضور المديرة الإقليمية للمنظمة الدكتورة حنان حسن بلخي.
وشهد الحوار، الذي أُقيم خلال يومي 13-14 من أغسطس الجاري، مشاركة عدد من كبار المسؤولين في وزارة الصحة الجهات المعنية بالمملكة، وممثلين لمنظمة الصحة العالمية، واستعرض سبل تعزيز التعاون الصحي وتحديد المبادرات المشتركة، والالتزام بدعم الجهود الدولية لتعزيز الصحة الإقليمية والعالمية، ومواصلة التعاون في مواجهة الأزمات الصحية.
وناقش الحوار الشراكة التاريخية بين المملكة والمنظمة، والعلاقات الثنائية والمسائل الصحية الإقليمية والدولية، والاستثمار الصحي، والاقتصاد، والبحث العلمي، إلى جانب استعراض جهود المملكة في برنامج التحوّل الصحي وما قدمته في العناية وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية من خلال تعزيز الصحة العامة عبر مختلف الجهود والممارسات.
كما تناول أهم الإجراءات والسياسات التي طبقتها المملكة في تحسين كفاءة الخدمات الصحية والتسهيل الرقمي للوصول للخدمات الصحية، وتعزيز السلامة المرورية.
واشتملت جلسة الحوار الاستراتيجي، على استعراض برنامج المنظمة وأهدافه، وأولويات المملكة في الأجندة الدولية، مثل مقاومة مضادات الميكروبات، والصحة الرقمية، وسلامة المرضى، والتغطية الصحية الشاملة، والطوارئ الصحية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الصحة، في كلمته بالمشاركين في الحوار الاستراتيجي الأول بين المملكة ومنظمة الصحة العالمية، أهمية الحوار الاستراتيجي في ظل ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان؛ لدعم القطاع الصحي والاستفادة من الخبرات والشراكات الدولية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وأشار إلى أن الحوار الاستراتيجي خطوة مهمة لتعزيز التعاون المستقبلي بين الطرفين نحو شراكة أكثر استراتيجية، بما في ذلك تبادل الخبرات والمعرفة في مجال الرعاية الصحية.
ونوه بأن المملكة منذ أن أصبحت عضوًا في منظمة الصحة العالمية في عام 1961م، تطورت العلاقة إلى شراكة استراتيجية قوية، متطلعًا من خلال هذا الحوار إلى التعاون في مجالات مختلفة في الصحة العالمية، بما في ذلك حالات الطوارئ الصحية ومقاومة مضادات الميكروبات والبيانات والصحة الرقمية.
من جانبه، أكد مدير منظمة الصحة العالمية، أن المملكة شريك استراتيجي مهم للمنظمة، وقطعا معًا خطوات مهمة في مواجهة التحديات الصحية العالمية، بما في ذلك مقاومة مضادات الميكروبات، وتحسين البيانات الصحية، والاستجابة لجائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى عمليات الطوارئ في العديد من البلدان.
ولفت إلى أن الحوار يوفر منتدى للتواصل بشأن الأولويات المشتركة في سياق استراتيجية الصحة العالمية لمنظمة الصحة العالمية للأعوام 2025 إلى 2028، وبرنامج العمل العام الرابع عشر، ويشمل ذلك جولة الاستثمار وتوسيع نطاق الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز النظم الصحية، وتحسين التأهب لحالات الطوارئ الصحية والوقاية منها والاستجابة لها، ومعالجة الأسباب الجذرية للمرض، بما في ذلك التهديد المتمثل في تغير المناخ.