أبدعت أنامل في إتقان فن الحرق على الخشب الرسم والخط والنحت الذي يبرز الجوانب والمؤثرات الفنية على اللوحة، ويمارس شابان من الباحة هذا الفن الذي ورثاه من الآباء والأجداد حيث أبدعت أياديهما في حفر الأخشاب أو حرقها وتلوينها لتنبض بالحياة.
وأوضح الشاب محمد الزهراني أنه بدأ ممارسة هذه الموهبة منذ سنوات عندما شاهد الآباء والأجداد وهم يمارسون مهنة النجارة القديمة بأدواتهم البسيطة، وأشار إلى أن عمليات النحت والحرق على الأخشاب من الأعمال الصعبة التي تحتاج إلى مهارة ودقة وصبر ولا تقبل التراجع عن الخطأ مثل باقي أنواع الرسم، إضافة أن أي عمل فيها يحتاج إلى وقت طويل.
وأضاف أن عملية النحت تبدأ باختيار قطعة الخشب المناسبة من خشب الزان أو السويدي، وتكون سهلة التطويع، ويبدأ العمل بتقطيع الزوائد، ورسم المادة أو الأدوات المختارة لتنفيذها عليها، وإضافة بعض المواد للمنتج تحفظه من تغيير اللون وتهالكه.
من جهته أكد عيضة الزهراني أنه عمل على تطوير هذه الموهبة واستخدام التقنيات الحديثة في الرسم والحرق والنحت على الأخشاب وتحويلها إلى منحوتات مثل الجنبية والزفر والأبواب والشبابيك القديمة المأخوذة من طبيعة وإرث منطقة الباحة التراثي والتاريخي والعمراني.
وبين أنه يستخدم آلة تسمى "الكاوية" للحرق بطريقة دقيقة للحصول على إنتاج جودته عالية، ويتحرى الدقة في استخدامها لخلق تفاوت بين الأسود والبني الغامق ثم الفاتح للتعبير عن الظل والضوء، كما يلجأ إليه البعض لكسر المألوف وابتكار طرق جديدة للرسم كمحاولة منهم للتعبير عن الواقع باستخدام تقنيات مختلفة.
وأكدا على اهتمام هيئة التراث بالحرف اليدوية من خلال ما تقدمه من ورش عمل وفعاليات تراثية وتخصص أجنحتها للحرف اليدوية، التي تعكس هوية المنطقة وتعبر عن تاريخها وماضيها العريق، إضافة لأنها باتت تشكل عائداً اقتصادياً لممارسيها من أبناء وبنات المنطقة.
يذكر أن منطقة الباحة تتلقى اهتماماً كبيراً بالحرف اليدوية من مختلف شرائح المجتمع، وتتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، ويعمدون إلى تطويرها وتحديثها بما يواكب التحديات القائمة اليوم، كما اشتهرت المنطقة منذ الأزل بالصناعات اليدوية ومنها النجارة والنقش والنحت والحرق على الأخشاب، نظراً لكثرة الحرفيين بها الذين ما فتئوا يزاولون حرفهم كمورد رزق لهم إلى جانب اهتمامهم بالمحافظة على هذا التراث من الاندثار.
**carousel[9415704,9415706]**